"الباب اللي يجيك منو الريح سدّو واستريح"، مثل شعبي بليغ في ظاهره وأيضا في باطنه. واذا كانت هناك جمعية ينطبق عليها هذا المثل، فإنها بالتأكيد جمعية النادي الافريقي، هذه القلعة الحمراء والبيضاء التي يبدو أن أركان حديقتها ليست محصنة بالقدر الكافي فإذا بها أشبه بالمركب الذي تعطل محركه وسلم أمره للأمواج تتقاذفه كيفما تشاء، حتى خلنا أن ربان هذا المركب سلم أمره لصاحب الأمر ورفع الراية الحمراء لأنه ببساطة فقد السيطرة على الوضع ولم يعد بمقدوره الحيلولة دون هذه السهام التي تتهاطل عليه من كل الزوايا، من خارج أركان الحديقة، وأيضا وهذا هو بيت الداء، من داخل أركان الحديقة، أي من أولئك الذين نالهم شرف الانتساب لهذه الجمعية العريقة، وما هم أهل لهذا الشرف، ماداموا قد عقدوا العزم على نشر غسيل "بيتهم" على حبال "الجيران" وماداموا يبثون الإشاعة تلو الإشاعة وينصبون الشراك تلو الشراك ويزرعون الفتنة تلو الفتنة فتسود الفرقة بين أبناء الجمعية ويحل الشقاق بين رجالاتها بدل الوفاق، وتسود النقمة بدل الرحمة. حال النادي الافريقي هذه ليست جديدة، بل هي قديمة قدم التاريخ، وهي في الحقيقة خطة خبيثة ممنهجة هندسها من لا يريدون لهذه الجمعية الاستقرار والعودة الى مجدها وصولاتها وجولاتها واستعانوا في تنفيذها بما يقدمهم لهم، وبالمجان، هؤلاء الذين يتشدقون علينا بانتسابهم لهذه الجمعية، الذين نصحهم ذات مرة حمادي بوصبيع بأن يوظفوا معاولهم من أجل البناء وليس الهدم ولكنهم للأسف، لم يفهموا الرسالة. ان "بيت" النادي الإفريقي أشبه ب"بيت الشعر" وما لم يبادر سليم الرياحي بتشييد حصن حصين للحيلولة دون المخربين فإن الإشاعة "ستعشش" داخل أسوار الحديقة، حتى لا نعود الموسم القادم لعزف نفس المعزوفة ذلك أن الحكمة علمتنا أنه مهما حاولت أن تبني ومهما بذلت من مجهودات وصرفت من مليارات، فإن الإشاعات والدسائس قادرة على هدم كل ذلك في رمشة عين.