التغيير على رأس السلطات التنفيذية في قطر مهم جدا في هذا المرحلة بالرغم من اجرائه داخل نفس العائلة.. وبالتوافق بين أمير البلاد منذ حوالي 18 عاما ونجله وولي عهده الأمير تميم الذي شاءت الأقدار أن يستلم الحكم وهو في ال33 من عمره أي في عز شبابه وهو المتخرج من مؤسسات تعليم عسكرية وسياسية في بريطانيا على غرار العاهل الاردني عبد الله ونخبة كبيرة من الساسة والعسكريين العرب.. لاسيما في الأنظمة التي تعتمد التوريث.. والتغيير في قطر مهم جدا بالنسبة لدولة قطر ذات ال300 ألف مواطن.. بات كثير منهم ينشد بدوره اصلاحات سياسية واقتصادية.. تناغما مع مواقف قناة «الجزيرة» التي تلعب منذ مدة ورقة «التغيير» في المنطقة العربية.. وبصفة أخص في «بلدان الربيع العربي».. لكن التغيير في قطر مهم جدا خليجيا وعربيا ودوليا لأنه يهم في نفس الوقت خطط رئيس الدولة ورئيس الحكومة ورئيس الديبلوماسية.. بما يعني إيحاءات باحتمال ادخال تغييرات نسبية أو شاملة في السياسة الخارجية القطرية.. وخاصة في ما يتعلق بالعلاقة ببعض عواصم مجلس التعاون الخليجي -وعلى رأسها الرياض وأبو ظبي- بسبب خلافاتها حول عدد من المواقف من بينها «الانضباط» داخل المجلس والعلاقة مع بعض الأطراف السياسية الفاعلة حاليا في دول «الربيع العربي» لاسيما جماعات الاخوان المسلمين في مصر وسوريا وليبيا.. لكن تساؤلات عديدة تطرح نفسها حول التحديات الاستراتيجية التي ستواجه رئيس دولة قطر الجديد.. على راسها تلك التي تهم السياسة الخارجية للدوحة في المرحلة القادمة.. هل ستتغير جوهريا أم لا؟ وهل سينجح وزير الخارجية القادم في تعويض سلفه الشيخ حمد الذي يلعب دورا إقليميا ودوليا كبيرا منذ عهد الأمير الأسبق خليفة.. جد الامير الجديد؟ ثم كيف ستتطور علاقات الدوحة بإسرائيل التي تحتفظ ببعثتها مفتوحة برئاسة «مسؤول تجاري» برتبة سفير؟ وإلى أين ستتطور علاقات الدوحة بالزعامات الفلسطينية والعربية اللاجئة في قطر وبينها قيادات من «حماس» و»الجهاد» والفصائل الفلسطينية التي اضطرت إلى الفرار من سوريا بسبب ما تشهده من مذابح وحرب مدمرة؟ واقتصاديا، ما الذي سيتغير بعد نقل السلطات إلى أمير من خريجي بريطانيا والعالم الانقلوسكسوني..؟ هل لن يؤثر ذلك سلبا في علاقات قطر المميزة بفرنسا وروسيا والصين؟ وإعلاميا، كيف ستتطور مؤسسة قناة «الجزيرة» الذراع الاعلامية للحكومة القطرية؟ هل سيُسمح لها بأن تواصل نفس الدور إقليميا ودوليا أو تُدفع نحو «مهمة اكثر تواضعا»؟ بل هل سيحتفظ رئيس الدولة الجديد ب»مؤسسة الجزيرة» -التي كانت «قريبة جدا» من الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق والأمير الشيخ حمد بن خليفة- أم يختار تأسيس قناة جديدة تتدارك الاخطاء المهنية والسياسية والاخلاقية الفادحة التي تراكمت في «الجزيرة» لاسيما في العامين الماضيين.. مما دفع مراكز دراسات غربية إلى الحديث عن فقدانها لأكثر من 50 مليون مشاهد عربي.. أصبحوا يختارون القنوات «الوطنية والمحلية» الأكثر التصاقا بواقعهم؟.. تحديات بالجملة.. وتساؤلات تتراكم.. قد يقدّم رئيس دولة قطر الجديد إجابة عن بعضها قريبا.. إيذانا بدخول بلده «عهدا جديدا».. امتحانات صعبة قد تواجهها الدوحة وقناة «الجزيرة» في المرحلة القادمة.. فمن سيكسب الرهان ؟