بشرى بلحاج حميدة :"ستزيحه نساء تونس لو.." شكّل تعيين حمدة سعيد مفت جديد للجمهورية التونسية وعزل المفتي السابق الشيخ عثمان بطيخ حدثا في نهاية الأسبوع أثار ردود فعل مستنكرة من طرف عدة وجوه حقوقية وسياسية.. حيث يقول عبد الوهاب الهاني"أن قرار عزل سماحة المفتي عثمان بطيخ مفاجئ وغريب من حيث التوقيت حيث أتى قبل يومين من شهر رمضان ومن حيث المضمون باعتبار وأنني أرى أنه قرار عوقب من خلاله سماحة الشيخ على مواقفه الرافضة للجهاد في سوريا واعتبار أن ما يسمّى جهاد النكاح هو زنى واضح لا لبس فيه كما وأنه دعا الى توحيد مواقيت الصلاة ،وكذلك موقفه القائل بأن الدولة المدنية لا تتناقض مع روح الاسلام.." مفتي تجمّعي "معفى" من تحصين الثورة وحول المفتي الجديد للجمهورية التونسية يقول الهاني "هو أوّل مفت في تونس يمارس السياسية وترشّح لمجلس النواب من سنة 1989 الى سنة 1994 زمن بن علي وبذلك يكون الشخصية الثانية التي نشطت في التجمّع و"أعفيت" من قانون تحصين الثورة بعد محافظ البنك المركزي.. ،ناهيك وأن هذا المفتي كان نائبا للشعب في فترة عرفت انتهاكات شديدة لحقوق الإنسان ولم نسمع له موقفا ولكن رغم ذلك أثار جدلا في بداية التسعينات من خلال موقفه الداعم لتعدّد الزوجات ،كما أني لم أعرف للمفتي تكوينا دينيا عميقا أو بحوثا منشورة فهو إمام متوسّط يفتقد التكوين العميق ليشغل منصب بهذا الثقل.. وكان على الرئيس المؤقت أن يدقّق في السيرة الذاتية للمفتي الجديد ولا يخضع لرغبة شركائه ونيتهم في خرق الإجماع الوطني الحاصل حول قانون الأحوال الشخصية ،وأن يستجيب لانتظار الشعب التونسي وتطلّعه لرؤية عالم دين حقيقي من العلماء المحايدين والمشهود لهم بالكفاءة على رأس مؤسسة الافتاء في تونس." "دون تعليق.. !!!" فطوم لسود نائبة المجلس التأسيسي عن حركة النهضة ترى الأصل في الأشياء أن يكون مفتي الجمهورية يحظى باجماع التونسيين وثقتهم ويراعي خصوصية المجتمع ويكون عنصر وفاق وطني، واذا ثبت ما أشيع حوله من كونه كان نائبا عن التجمّع في البرلمان فاني أقول أن هناك تناقضا كبيرا في المواقف ،فالمفتي الجديد الذي عينه رئيس الجمهورية والذي هو من حزب يدافع بشراسة على قانون تحصين الثورة فكيف له أن يعيّن مفتيا تعامل مع التجمّع في السابق..فهذه مفارقة عجيبة وغريبة..ودون تعليق" . وفي نفس سياق الشبهات التي تحوم حول المفتي وعلاقته بحزب التجمّع المنحل تقول بشرى بلحاج حميدة "من يحكم الآن في تونس "لا دين ولا ملة لهم" فهم لا تهمهم مصلحة تونس بقدر ما تهمهم حساباتهم السياسية الضيقة وقانون تحصين الثورة لم يكن المراد منه الحيلولة دون عودة التجمعيين الى تقلّد مناصب في الدولة بقدر ما كان تعلّة لاقصاء خصوم سياسيين ..وأنا أستغرب كيف يعيّن المرزوقي المدافع عن المساواة بين الرجل والمرأة حتى في الارث يعيّن مفتيا للجمهورية يدافع عن تعدّد الزوجات ..لكن أقول نساء تونس قادرات على إزاحة المفتي لو مسّ حقوقهن." خوفا من موقف مماثل للازهر... رأي رضا بلحاج الناطق الرسمي باسم حزب التحرير كانت أطروحته مختلفة فيما يتعلّق بتعيين المفتي الجديد حيث اعتبر أن من في السلطة قام بتغيير المفتي ليحمي نفسه في المرحلة القادمة وبالتالي المسألة باتت من قبيل الولاء وليس الكفاءة خاصّة بعد الذي حصل في مصر ومراوغة الأزهر بالسلطة وانحيازه للعسكر وهو ما مثّل ضوء أحمر بالنسبة لحركة النهضة وقد قيل من خلال بعض التسريبات أن نور الدين الخادمي هو من يقف وراء هذا التعديل خاصّة وأن السلطة تنازع كثيرا في جامع الزيتونة، ونحن نعتقد أنه لا بدّ من توفر الكفاءة والمصداقية في هذا المنصب الدقيق والحساس ،فقوة المفتي تكمن في مصداقيته الكفيلة لوحدها بمساعدته على تجنيب المجتمع أي فتنة محتملة ."