يبدو أن مرحلة الشرعية أصابها «عطب طارئ» في بلدان الربيع العربي، رغم الانتخابات الشفافة والنزيهة التي مكنت الإسلاميين من اعتلاء سدّة الحكم في كل من تونس ومصر. أوّل أمس خرج المئات من أنصار حركة النهضة لنصرة الرئيس المصري المعزول ببيان عسكري ولتأييد شرعيته، رغم أن الخارجية المصرية حذّرت منذ أيام السفير التونسي بالقاهرة من مغبة حشر تونس لأنفها في الشأن المصري.. ودون الغوص في شرعية مرسي من عدمها، (فمشاكلنا أولى بتحليلها وتمحيصها) فنحن لنا وقائع وحكايات مع الشرعية التي تتمسّك وتدافع عنها بكل شراسة الأحزاب الحاكمة وذات الأغلبية في المجلس التأسيسي، فحسب وثيقة المسار الانتقالي تنتهي أشغال المجلس التأسيسي بعد سنة من انطلاق أشغاله، لكن مضت السنة والتأسيسي لم ينه إلا الفصل الأوّل من الدستور -الموروث من زمن بورقيبة-.. عملية اغتيال شكري بلعيد بدورها كانت بمثابة الصفعة في وجه الشرعية بعد نزول تلك الحشود الهائلة إلى الشارع ووضع الشرعية الشعبية لحكام البلاد في امتحان عسير.. نعتقد أن الوقفة المساندة للإخوان المسلمين والتي نظّمتها حركة النهضة، تجاوزت أهدافها المعلنة في شدّ أزر «إخوانها» في الفكر والإيديولوجية إلى استعراض القوة أمام الرأي العام وتحذير كل من تسوّل له نفسه «التمرّد» على الشرعية ناهيك وأن حركة تمرّد في نسختها التونسية بدأ يشتّد عودها وتؤخذ على محمل الجدية.. قيادات من حركة النهضة تحدّثت بلهجة حادة أمام أنصارها، وتوعّد رئيس كتلة حركة النهضة في المجلس التأسيسي أن من يفكّر في «استباحة الشرعية سيستباح في شوارع تونس وستدوسه أقدام الثوّار»، هذا التصريح المثير للجدل كشف مخاوف وهواجس من إعادة تكرار السيناريو المصري في تونس رغم أن كل القوى الحية لم تبد تحمّسا لمنطق شرعية الشارع وراهنت على التوافق وليس الفوضى فيما تبقى من عمر المرحلة الانتقالية الثانية.. حركة النهضة وفي نفس الوقفة نعتقد أنها أرادت أن توجّه رسالة مضمونة الوصول إلى الأصدقاء و»الأعداء» على حدّ السواء في الخارج، رسالة النهضة (وان بدت محتشمة) مفادها أنها ما زالت تقف بثبات على الأرض التونسية وأنها لن تكون لقمة سائغة لأي أجندات دولية.. التمسّك بالشرعية وبديمقراطية الصندوق مسألة لا خلاف حولها، لكن الشرعية تفقد معناها وتصبح باهتة بدون لون ولا طعم متى انفصلت على المشروعية المستمدة من رغبات الشعب واستحقاقاته.. فلا تهملوا المشروعية في بحثكم عن الشرعية.
تصريحات الحبيب اللوز: «النهضة ستفوز في الانتخابات القادمة والشعب التونسي لن يكون له بديل عنها» محمد الحامدي: «لدي ما يؤهلني لأكون رئيس تونس القادم» عبد الفتاح مورو: «لا تستبعد وقوع السيناريو المصري في تونس وأخشى ما أخشاه أن ينتقل العدوى إلى بلاد الربيع» المنجي الرحوي: «الغنوشي يرتعش والسيناريو المصري مرتقب» سمير ديلو: «النهضة لن تقضي دقيقة واحدة في الحكم لو اختار الشعب غيرها»