بدأت صباح أمس بالمحكمة الابتدائية بتونس تسجل شكايات ضد رئيس كتلة حركة النهضة بالمجلس التأسيسي على خلفية تصريحات أطلقها أثناء وقفة تضامنية لأنصار حركة النهضة مع الشرعية في مصر. إذ علمنا أن الأستاذة ليلى بن دبة نشرت أمس لدى وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس شكاية جزائية ضد الصحبي عتيق تطلب فيها فتح بحث تحقيقي من أجل التهديد بما يوجب عقابا جنائيا وحمل السكّان على مهاجمة بعضهم البعض وإثارة الهرج والقتل والسلب في التراب التونسي والانضمام لوفاق بهدف التحضير أو ارتكاب اعتداء على الأشخاص على معنى الفصول 222 و71 و131 من المجلة الجزائية، وطلبت رفع الحصانة عنه ليتسنى تتبعه. كما رفع المحامي الأستاذ أنيس الزين شكاية جزائية ضد الصحبي عتيق من أجل التهديد بما يوجب عقابا جزائيا ودفع الأفراد على التقاتل فيما بينهم. وتأتي الشكايتان على خلفية التصريحات التي أدلى بها الصحبي عتيق وقال فيها "إن كل من يستبيح ارادة الشعب المصري أو ارادة الشعب التونسي فسيستباح في شوارع تونس" على حد تعبيره. وجاء في الفصل71 من المجلة الجنائية ما يلي "من عزم وحده على ارتكاب اعتداء ضد أمن الدولة الداخلي وارتكب أو ابتدأ وحده فعلا استعداديا لإيقاعه بالفعل يعاقب بالنفي مدة خمسة أعوام وبالسجن مدة عام أو بالعقوبة الأولى فقط" فيما تضمن الفصل 131 (نقح بالقانون عدد 23 لسنة 1989 المؤرخ في 27 فيفري 1989) أن"كل عصابة تكونت لأي مدة كانت مهما كان عدد أعضائها وكل وفاق وقع بقصد تحضير أو ارتكاب اعتداء على الأشخاص أو الأملاك يعد جريمة ضد الأمن العام وتضمن الفصل 222 نقح بالقانون عدد 56 لسنة 1977 المؤرخ في 3 أوت 1977) ما يلي(يعاقب بالسجن لمدة تتراوح بين ستة أشهر وخمس سنوات وبخطية تتراوح بين 200 و2.000 دينار كل شخص يهدد غيره باعتداء يوجب عقابا جنائيا وذلك مهما كانت الطريقة المستعملة في هذا التهديد.. ويكون العقاب مضاعفا إذا كان التهديد مصحوبا بأمر أو متوقعا على شرط حتى وإن كان هذا التهديد بالقول فقط". حركة النهضة ترد: عتيق تكلم بلغة مجازية رمزية يذكر أن حركة النهضة اعتبرت في بيان لها تصريحات القيادي الصحبي عتيق مجازية.. وذلك ردا على الانتقادات التي وجهت لرئيس كتلتها في المجلس الوطني التأسيسي الصحبي عتيق على خلفية تصريحاته في مسيرة مساندة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي يوم السبت الماضي بشارع الحبيب بورقيبة. وأكدت "النهضة" أن الصحبي عتيق تحدث بلغة مجازية رمزية عن رد ممكن على فعل عدواني يُنظّر له البعض ويستهدف من خلاله الشرعية وإرادة الشعب. وذكرت الحركة بالتهديدات التي وجهتها بعض الأطراف لها بالقتل والتصفية الجسدية والقتال. وجاء في البيان:"ما يجب أن يعلمه كلّ مغامر يهذي بالتمرّد على الشرعيّة ويستهين بإرادة الشعب ويدفع نحو المجهول والخراب، أنّ النهضة وأنصارها وأنصار الشرعيّة وسائر الأحرار قد صبروا طويلا على الأذى والاستهداف المتكرّر وأقاموا الحجّة على خصومهم، ولن يسمحوا بانهيار المسار السياسيّ القائم كلّفهم ذلك ما كلّفهم." ودعت في حركة النهضة في المقابل خصومها السياسيين والداعمين لحركة تمرد التونسية الى احكام العقل وانتظار الانتخابات المقبلة حتى يكون الصندوق هو الفيصل، قائلة:" خريطة الطريق واضحة: إذا حكّمتم العقل فالانتخابات قادمة والصندوق بيننا، ومن يأت به يعينه الجميع ونحفظ بلدنا واستقرارها ونمير أهلنا، هذا هو أملنا ومطلبنا وذلك هو العدل والمنطق، وإذا سوّلت لكم أنفسكم أيّها المغامرون الحمقى أمرا، فلن نترككم تخرّبون البلاد ولن نفرّط في الحقّ مهما كان الثمن."