بعد انحباس طويل شهدت جهة القصرين منذ بداية الاسبوع نزول كميات كبيرة من الامطار ادخلت السعادة والفرحة في نفوس الفلاحين ومربي الماشية وعموم المواطنين وساهمت في انقاذ المئات من الزياتين والاشجار المثمرة التي اصبحت مهددة بالموت عطشا وساهمت في تغذية المائدة المائية وملء العشرات من البحيرات الجبلية ودعم قدرات السدود التلية.. لكنها في مقابل ذلك خلفت اضرارا كبيرة بالبنية الاساسية المهترئة بطبعها في بعض المناطق ومنها مدينة القصرين ومع تواصلها بصفة يومية (في فترة بعد الظهر وخلال الليل) في شكل سحب رعدية بغزارة كبيرة تحولت في عدد من الجهات الى فيضانات وخاصة ضواحي تالة التي نزلت فيها ليلة اول امس كميات هامة تسببت في خسائر هامة وقد اتصل بنا عدد من متساكني منطقة "جبل بولحناش" وافادونا ان السيول الجارفة اقتحمت منازلهم وجرفت امتعتهم ومؤونتهم وقطعانا كاملة من اغنامهم وقد اضطروا الى الهرب منها خوفا على حياتهم ثم عمدوا الى تنظيم وقفة احتجاجية في الطريق المؤدية الى تالة لدعوة السلط المعنية للتدخل لمساعدتهم على تجاوز المحنة التي تعرضوا لها وقالوا لنا انهم اتصلوا ببعض الاذاعات لتمرير نداءات استغاثة.. كما اتصل بنا بعض فلاحي منطقة "البحيرة" التي تبعد حوالي 5 كلم شمال تالة وذكروا لنا ان السيول الجارفة اغرقت مساحات كبيرة من حقولهم وجرفت مغروسات البطيخ والفلفل والطماطم وقنوات ومعدات الري بل انها اقتحمت الكثير من ابارهم وحطمتها وغمرت باوحالها محركاتها وذلك بسبب فيضان وادي "سداد" وهم يقترحون ارسال جرافات لتوسيع مجرى الوادي وتعميقه اكثر لحمايتهم من خطره.. كما علمنا ان الامطار الصيفية ادت قبل ثلاثة ايام الى فيضان وادي حيدرة وقطع حركة المرور فيه لاكثر من ساعتين.. وللاشارة فان جهة القصرين وبحكم تضاريسها وموقعها على علو اكثر من الف متر عن سطح البحر تشهد كل صائفة امطارا غزيرة في فترات ما بعد الظهر تصل في بعض المرات الى كميات تتجاوز الامطار الشتوية تكون مصحوبة في حالات نادرة بحجارة "البرد" والتبروري