عرفت وزارتا الدفاع والداخلية تغييرات على مستوى القيادات الأمنية والعسكرية حيث أعلنت وزارة الداخلية عن تعيين عاطف العمرانى مديرا عاما للمصالح المختصة خلفا لمحرز الزوارى الذي تم تعيينه مديرا عاما للمدرسة العليا لقوات الامن الداخلي كما تم تعيين ياسين التايب مديرا عاما للتكوين خلفا لرياض باللطيف الذي وقع إلحاقه بادارة التعاون الخارجى من جهة أخرى أعلن رئيس الجمهورية المؤقت والقائد الأعلى للقوات المسلحة محمد المنصف المرزوقي، الخميس 22 أوت عن تسميات عسكرية جديدة شملت وفق البلاغ الصادر عن رئاسة الجمهورية كلا من اللواء بشير البدوي رئيسا لأركان جيش الطيران خلفا لأمير اللواء محمد نجيب الجلاصي الذي عيّن مديرا عاما للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي بوزارة الدفاع، كما عيّن أمير اللواء النوري بن طاوس مديرا عاما للأمن العسكري خلفا لأمير اللواء بالبحرية كمال العكروت الذي عين ملحقا عسكريا بالخارج إلى جانب تعيين أمير اللواء محمد النفطي متفقدا عاما للقوات المسلحة وبشأن هذه التعيينات أكد الخبير الأمني والعسكري فيصل الشريف ل"الصباح" أنها "لم تجرى في الوقت المناسب بالنظر إلى فترة الفراغ التي تشهدها البلاد" مبينا أن المشكلة في وزارتي الدفاع والداخلية "ليست في الأشخاص بل في الهيكلة اذ يجب اولا هيكلتهما حسب متغيرات الوضع وحسبما تتطلبه التحديات القائمة خاصة مع تنامي الظاهرة الارهابية اقليميا والتهديدات الأمنية المتنامية" وشدد الشريف على "وجوب تفعيل مجلس الأمن القومي الذي يهدف إلى إعادة النظر في المنظومة الأمنية والاستخباراتية والعمل على الربط بين ما هو عسكري وما هو أمني واستعلاماتي على الميدان وتركيز كل الهياكل اللازمة مما يمكن من ارساء أمن وجيش جمهويين" من جهة أخرى شكك الشريف "في كفاءة مدير مركز الدراسات الاستراتيجية حيث اعتبر أن افتقار المدير إلى الخبرة والكفاءة أدى إلى فراغ كبير على مستوى التقارير التي من شأنها تزويد الأمن والجيش بالمعلومات للعمل بالفاعلية اللازمة" وفي ذات السياق أكد الخبير الأمني يسري الدالي أن المطالبة بتغيير بعض القيادات الأمنية هي التي سرّعت بهذه التسميات في صلب وزارة الداخلية مضيفا أن تغيير محرز الزواري كان متوقعا "بالنظر إلى اتهامه من قبل النقابات الأمنية بانتمائه إلى الحزب الأغلبي وخدمة مصالحه"، واضاف الدالي أن "افتقار الزواري للخبرة الكافية التي تخول له القيام بواجبه على رأس ادارة المصالح المختصة سرع بتغييره". وحول المدير العام الجديد للمصلحة عاطف العمراني فقد أكد محدّثنا أنه "يتمتع بالكفاءة وقوّة الشخصية إلا أنه لا يمتلك الرتبة التي تخول له تولي مثل هذا المنصب بما أن رتبته هي محافظ شرطة من الصنف الأعلى واعتبر أن هذه الرتبة لا تخول له تقلد هذا المنصب". وحول تعيين ياسين التايب مديرا عاما للتكوين خلفا لرياض باللطيف أكد يسري الدالي أن محاضر جلسات شهداء وجرحى الثورة "أكدت في مجملها على تولي باللطيف القيادة الميدانية في القصرين خلال الثورة وتحديدا يومي 8 و9 جانفي 2011"، وهنا اعتبر الخبير الأمني أن "تعيين التايب يثير أكثر من نقطة استفهام بما أن محاضر جلسات قضايا شهداء وجرحى الثورة في القصرين وسيدي بوزيد أكدت أنه من ابتدع منظومة القمع الدامي في هاتين الولايتين" واعتبر محدّثنا أن التعيينات في وزارة الداخلية "لا تتقيد بالشروط المضبوطة" مؤكدا أن التعيينات "لا تتم على أساس الكفاءة والخبرة والأقدميّة بل وفقا لشروط غير معلومة وهو ما يطرح نقاط الاستفهام حول الجدوى من هذه التعيينات" تسميات منتظرة واعتبر الدالي أن التسميات الجديدة صلب وزارة الدفاع منتظرة بعد مغادرة الفريق الأول المتقاعد رشيد عمار للوزارة بما أنه كان ممسكا بزمام الأمور داخل المؤسسة العسكرية. وبهذا الشأن ايضا اعتبر ناصر بن سلطانة الباحث في سياسات الدفاع والأمن الشامل ورئيس الجمعية التونسية للدراسات الاستراتيجية أن هذه التعيينات "تدخل في اطار ممارسة رئيس الجمهورية لصلاحياته كقائد أعلى للقوات المسلحة وتأتي في اطار تحمله المسؤولية في التعامل مع الوضع الراهن والتهديد الإرهابي المتواصل والذي بلغ ذروته عقب اغتيال 8 عسكريين"، وبيّن محدّثنا أن هذه التعيينات تأتي في اطار سعي قائد القوات المسلحة لوضع سياسة جديدة في التعامل مع التهديدات الارهابية مبينا أن "تأزم الوضع السياسي وغياب الوفاق الوطني خلق أرضية خصبة للحركات الارهابية لدعم نشاطها في ظل غياب خطة أمنية واضحة وناجعة وهو ما استوجب إدخال تغييرات صلب القادة تتماشى والسياسات الجديدة لمكافحة الإرهاب"