جاءت الندوة الصحفية التي عقدها أمس لطفي بن جدو وزير الداخلية في مقر الوزارة متممة ومدعمة لتصريحات علي العريّض رئيس الحكومة الذي صرح أول أمس بان تيار أنصار الشريعة هو تنظيم إرهابي. الندوة وعلى خلاف المعتاد اتسمت بدقة التنظيم في سرد المعلومات والمعطيات تم التوصل بمقتضاها إلى جملة من الحقائق مكن من تصنيف أنصار الشريعة كتنظيم إرهابي. وتبعا للمعطيات المتداولة يرى البعض من المضطلعين بالشأن العام أن الأيام القادمة ستشهد مواجهة بين أنصار الشريعة وحركة النهضة على اعتبار أنهم يهددون بتنزيل مقاطع فيديو تكشف تورط بعض القيادات. في حين يرى شق آخر أن "ما خفي كان أعظم" استنادا إلى أن وزارة الداخلية "تعمدت" إخفاء حقائق لا تقل أهمية عن المعلن عنها والتي تكشف تورط قيادات مع أنصار الشريعة. تقر عضو المجلس الوطني التأسيسي المنسحب عن التحالف الديمقراطي نجلاء بوريال في تصريح ل"الصباح" أنها اقتنعت بدقة المعطيات التي قدمتها بالأمس سلطة الإشراف مشيرة إلى أن أهم ما في الأمر أن هذه الحقائق أعلن عنها بعد جملة من التحقيقات في ظل توقر قرائن اعتبرتها بوريال قوية تدعم ما تم الإعلان عنه. أما فيما يتعلق بردة فعل أنصار الشريعة قالت بوريال: "ما أنا متأكدة منه هو أن أنصار الشريعة لن يصمتوا بعد أن كشف عنهم النقاب الأمر الذي سيجعلهم أكثر شراسة وعدوانية وهو ما قد يتيح لهم إمكانية استهداف الامنيين خاصة." وتتفهم بوريال إمكانية عدم الإفصاح عن معطيات أخرى على أن المهم هو استمرار تحرك الأمنيين وعدم خوفهم . من جهة أخرى اعتبر عضو المجلس الوطني التأسيسي المنسحب عن الجبهة الوطنية التونسية فؤاد ثامر في تصريح ل"الصباح" أنه يشكك في إمكانية المضي في مواجهات بين أنصار الشريعة وحركة النهضة على اعتبار أن التواطؤ على حد تعبيره كان مفضوحا منذ الوهلة الأولى عندما التقى زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي بالسلفين (في إشارة إلى اللقاء الذي تم تسريبه على الصفحات الاجتماعية) كما تم استقبالهم من طرف رئيس الدولة وتعدد لقاءاتهم.
تداخل للعلاقات؟؟ وأضاف ثامر أن معظم تحركات أنصار الشريعة كانت مرفوقة بمسؤولين من حركة النهضة الأمر الذي مثل مظلة لهؤلاء الإرهابيين للتحرك بأريحية والقيام باغتيالات تبقى حيثياتها خفية إلى حد هذه اللحظة على حد قوله. وختم ثامر بالقول أن الدخول في مواجهات بين أنصار الشريعة وحركة النهضة يبقى أمرا مستبعدا لتداخل العلاقات والمصالح. أما عبد العزيز القطي عضو المجلس الوطني التأسيسي المنسحب عن نداء تونس فقد أشار في تصريح ل"الصباح" أن اللقاء الذي عقده بن جدو بالأمس قد ذكره بالندوة التي عقدها بن علي سنة 91 والتي اتهم فيها مجموعات إرهابية بمحاولة الانقلاب على الدولة مشيرا إلى أن ما وصلنا إليه اليوم هو نتيجة ذلك التراخي الموجود من قبل حركة النهضة في مواجهة الجهات المسلحة التكفيرية وفي مواجهة من كانوا يتدربون في الجبال. وأوضح القطي أن الندوة الصحفية تعطي صورة بان تونس مهددة في حين أنها مهددة ببقاء حركة النهضة في الحكم لا سيما مع بقاء علي العريض في رئاسة الحكم بالنظر إلى انه هو من أطلق العنان لابو عياض للخروج من جامع الفتح دون أن يقع إلقاء القبض عليه على حد تصريحه. واعتبر القطي أن اللقاء الذي عقده بن جدو موجه استنادا إلى أن المعلومات التي لا تخدم حركة النهضة لم يقع الإفصاح عنها.
النهضة لا ترد... تجدر الإشارة الى ان "الصباح" حاولت مرارا الاتصال بعدد من قيادات حركة النهضة على غرار الحبيب اللوز ووليد البناني وعامر العريض والعجمي الوريمي...الخ دون جدوى في حين امتنع الصحبي عتيق رئيس كتلة حركة النهضة بالمجلس التأسيسي من التعليق على المعلومات التى تم تداولها خلال الندوة قائلا:"امتنع عن التعليق عليك بقيادي اخر من الحركة أنا مهامي النظر في توافقات الدستور.." علما أن عديد المواقع الالكترونية تداولت تصريحا للقيادي بحركة النهضة العجمي الوريمي اعتبر فيه ان النهضة لن توافق على تصنيف أنصار الشريعة كمنظمة إرهابية.