شرعت أمس الدائرة الجناحية الصيفية بالمحكمة الابتدائية بتونس بالنظر في القضية التي رفعها وزير الثقافة مهدي مبروك ضد كل من الممثل والمخرج نصر الدين السهيلي والمصور بموقع اسطرلاب مراد المحرزي وقد وجهت لهما تهم المؤامرة الواقعة للتعدي على موظف عمومي بالعنف المصحوبة بعمل استعدادي والسكر الواضح وإحداث الهرج والإساءة الى الغير عبر شبكة الاتصالات وحضر الجلسة المكلف العام بنزاعات الدولة في حق وزارة الثقافة كما حضر محامو الشقين ،وباستنطاق المتهمين صرح نصر الدين السهيلي أنه لم يقم بأية مؤامرة ضد وزير الثقافة وأنه لم يتفق مع المتهم الثاني على تصوير الحادثة رغم مواجهته بشهادة الشاهد محمد العوني الذي ذكر أنه سمع نصر الدين السهيلي يقول لمراد المحرزي "حضر روحك هاني ماشيلو توة" وأن المحرزي رد عليه بالقول"هاني حاضر" وأضاف السهيلي أنه لم يشجع المحرزي على نشر الفيديو عبر مواقع التواصل الإجتماعي كما صرح أنه ولئن قذف الوزير ببيضة فإن نيته لم تتجه الى العنف وإنما كان يظن أن عملية الإعتداء على مسؤول سياسي ببيضة تعد نوعا من الإحتجاج كما أنكر أن يكون بحالة سكر رغم مواجهته بتصريحاته لدى فرقة القرجاني بأنه احتسى علبتي جعة قبل الحادثة. وباستنطاق المتهم مراد المحرزي صرح أنه يعمل مصورا بموقع "اسطرلاب" وقد تم تكليفه بتغطية إحياء أربعينية الفقيد عزوز الشناوي بدار الثقافة ابن خلدون وقد قام بواجبه المهني مضيفا أن حب الإطلاع جعله دفعه الى تصوير الحادثة ونفى أن يكون خطط للعملية مع السهيلي أو أن يكون بحالة سكر. ولاحظ أنه بعد تصويره للحادثة سلم الشريط لمدير الموقع وهو الذي اتخذ قرار تنزيله على الانترنيت وبإعطاء الكلمة لمحامي الشاكي لاحظ أنه سيباشر الدعوى المدنية ضد نصر الدين السهيلي فقط مشيرا أن موكله لا يرغب في إثارة الدعوة المدنية من تعويضات وغيرها ضد مراد المحرزي ولكن المحكمة لاحظت أن ذلك لا يستقيم من الناحية القانونية ولا يمكن تفكيك ملف القضية لأن الوقائع واحدة. ولاحظ محامي الشاكي أن نصر الدين السهيلي قام بتلك الأفعال لأنه حصل قبل الحادثة على دعم من وزارة الثقافة ممضى من الوزير وأنه قذف مهدي مبروك ببيضة لأنه يريد المزيد من الإمضاءات للحصول على الدعم. وبإحالة الكلمة الى هيئة الدفاع طلبوا الإفراج عن موكّليهم كما لاحظت الأستاذة نجاة اليعقوبي أن نصر الدين السهيلي يعاني من مرض السكري ولم يتناول دواءه حين تم ايقافه وقد أمضى على محضر البحث وهو في حالة إغماء وأما الأستاذ شرف الدين القليل فلاحظ أن شهادات الشهود الثلاثة محمد العوني وأحمد بن عون وشكري الفرحاني تتجه الى إدانة موكليه وطلب من المحكمة مكاتبة وزارة الثقافة لمدها بجميع الوثائق المتعلقة بالمنح والدعم الذي حصل عليه السهيلي كما أضاف أنه وإثر الحادثة وقع وضع خمسة أرقام لموكليه تحت التنصت وتساءل عن سبب ذلك، وأما الأستاذ صلاح الدين الحجري فقد عبر عن استغرابه من تهمة المؤامرة الموجهة لموكّليه وقال إنه يسمع عن المؤامرات السياسية ومؤامرات السلاح ولم يسمع في حياته عن "مؤامرة البيضة" ولاحظ أن عدد من الرؤساء قذفوا أثناء خطاباتهم أو تنقلاتهم على غرار الرئيسين السابقين جورج بوش الذي تم قذفه بحذاء والرئيس ساركوزي الذي قذف بالبسكويت ولكنهما لم يرفعا شكاوى، وطلب الإفراج عن موكّليه وقفة احتجاجية وخلال محاكمة المتهمين نظم عدد من مسانديهما وقفة احتجاجية أمام قصر العدالة حضرها عدد من مكونات المجتمع المدني وإعلاميين وممثلين وطالبوا بإطلاق سراح المتهمين