«اخترع» بعض الشبان منذ مدة بعض الطرق التي تمكنهم من ربط بعض العلاقات فترى الواحد منهم يكتب رقم هاتفه على جدار حائط غرفة تاكسيفون مثلا، اما آخر طلعة في هذا المجال فهي ما قرأته منذ ايام على كرسي حافلة وهو عبارة عن اعلان زواج طريف جدا خاصة من حيث اللغة العربية «المدقدقة» التي كتب بها الاعلان يقول حرفيا: «للفتية (ويقصد للفتيات) ثم رقم الهاتف شاخص (شخص) يوريدو (يريد) الزوج (الزواج).. لعمر (العمر) ما يفوتش 20/25 سنة.. ويكون مظهروها (مظهرها) لاق (لائقا)..»!! انا شخصيا لو كنت فتاة لاتصلت به فورا وعرضت عليه الزواج حالا.. فهو مثلما يبدو من كتابته او مثلما نقول (من نفقتو باين عشاه) عريسا لا تفرط فيه الا معتوهة أو مضروبة على مخها!! حالة شاذة ايجابية عندما نتحدث عن حالة شاذة نذهب مباشرة الى الجانب السلبي من الحكاية، لكن الحالة الشاذة التي رأيتها شذت فعلا عن القاعدة لانها ببساطة ايجابية جدا. فقد تعودت على رؤية «الشبيبة» في كافة وسائل النقل وعندما يعقد بعضهم اجتماعا هناك يكون محوره عادة «المساطة» والركاكة والكلام المعسول والتصرفات الرعناء لكن منذ مدة وفي احدى الحافلات الصفراء تجمع حوالي خمسة بين شبان وشابات حول جهاز كمبيوتر محمول وظلوا يتناقشون حول مواضيع تهم برنامجهم الدراسي (من الواضح انهم طلبة) وكانوا يستعينون بالكمبيوتر على ما يدور بينهم من نقاش..!! أليست هذه احدى عجائب الدنيا في هذا الزمن الذي يصبح فيه الشاذ قاعدة والقاعدة تصبح امرا شاذا؟! وهذا الطفل ايضا غير بعيد عن هذا الموضوع حضرت كذلك في احدى الحافلات مشهدا يدخل في اطار الشاذ والقاعدة.. قبل المحطة النهائية للحافلة بثلاث محطات صعد طفل لا يتجاوز العاشرة من عمره.. القى السلام على الجميع بصوت عال وتقدم الى القابض وناوله مالا وطلب منه تذكرة.. الى هنا لا يبدو ان في الامر ذرة واحدة من الغرابة لان المفروض ان تسير الامور على هذا النحو. لكن القابض الذي شاب رأسه من «عمايل» امثال هذا الطفل ضرب كفا بكف وفتح حديثا مع بعض الركاب الذين شاركوه استغرابه من تصرف هذا الطفل فقد تعود الجميع على ان يصعد معظم الاطفال الى الحافلة وكانهم داخلون الى بيت راحة (حاشاكم) و99% منهم على الاقل لا يلقون السلام (الذي اصبح القاؤه في فضاء عمومي عنوان تخلف للاسف) ولا يقتطعون تذاكرهم اصلا لانهم في تربص على «الترسكية» اليومية التي تعلموها من بعض الكبار.. فهل ان هذا الطفل جاء متأخرا جدا عن عصره ام تراه يبشر بعودة مرتقبة لقيم الاخلاق والتربية؟! كلاب الليل لا اقصد هنا تلك الكلاب التي قد تفاجئك في الليل واذا كنت من «الشجعان» قد تركب لك «بوصفير» بل اقصد نوعا من البشر اعتادوا على سهر الليالي قرب ديار الناس وعلى التحدث بمضخمات صوت طبيعية حتى مطلع الفجر او بعده احيانا فلم يعد يهمهم ان يقلقوا راحة نائم او راحة مريض يطلب النوم او رضيع يهتز الى السماء كلما سمع قهقهاتهم.. وعندما قلت انهم كلاب ليل للاسف فلأني اعرف ان الكثير من المنزعجين من سهراتهم لفتوا انظارهم بالحسنى وترجوهم ان يكفوا عن «النبيح» لكن دون فائدة فمن يترجي شخصا يخاطب عقله واحساسه وهؤلاء لا عقل ولا احساس لهم.. لكن الاغرب بالنسبة الي ان هؤلاء المزعجين على الدوام يسهرون فوق الارض وليس تحتها فلماذا لا يتدخل من يجب عليه ان يتدخل لردعهم ما دامت لغة السياسة لم تنفع معهم؟! رصد جمال