اختارت الجمعية الشبابية للثقافة وتنمية القدرات الجمع بين البعدين الفني والاجتماعي في التظاهرة الفنية التي ستنظمها بعدد من الأحياء الشعبية بتونس الكبرى تحت عنوان "في حومتي" على امتداد شهر كامل من البحث والاكتشاف والتأطير. وهي تنطلق يوم 26 من الشهر الجاري لتتواصل إلى غاية 27 أكتوبر المقبل بمعدل ثلاثة أيام تقريبا في كل حومة فضلا عن أنشطة أخرى تقام على هامش هذه التظاهرة فضلا عن دورها في خلق أجواء جديدة في الأوساط الشبابية بهذه الأحياء. هذا تقريبا ما كشفت عنه رئيسة الجمعية أحلام بن عثمان وصاحب فكرة هذه التظاهرة الراقص قدور بن حسن في ندوة صحفية انتظمت للغرض صباح أمس بأحد النزل بالعاصمة. واعتبرت رئيسة الجمعية الشبابية للثقافة وتنمية القدرات هذه التظاهرة مساهمة من الناشطين في صلب هذا الهيكل في العمل الاجتماعي والمدني الموجه لشريحة معينة من المواطنين. لأنها ترى أن المراهنة على الشباب أو العمل على اكتشاف مواهبهم تنمية قدراتهم في مختلف المجالات العلمية والفنية والبدنية والإبداعية يعد ديدن الجمعية وهدف إنساني للمساهمة في بناء تونس الجديدة خاصة أن الجمعية تضم خبراء ومدربين محترفين ليس في المجالات الفنية فحسب وإنما في مختلف الاختصاصات كالإعلامية والتصوير والسينما والرسم والرقص وغيرها. كما أوضحت أحلام بن عثمان خلال هذه المناسبة، أن هذه التظاهرة التي وجدت دعما من جهات أجنبية تعد مناسبة هامة لتبليغ رسائل تجمع بين التوعية والتربية والترفيه لشباب الحياء الشعبية نظرا لما تتيحه من فرصة إبراز مواهبهم وقدرتهم على التعبير الجماعي. الحوار عبر الجسد من جهته بيّن قدور بن حسن، مهندس هذه التظاهرة الفنية بصفته مختص في الرقص العصري، أنه اختار أن يكون الجسد أداة تواصل وتبليغ وتعبير وإبداع لدى الشباب في الأحياء التي تشملها التظاهرة وذلك دون عنف. وكشف أن التظاهرة ستحط الرحال بأحياء من تونس الكبرى في مرحلة أولى، وذلك كل من المركز الثقافي والرياضي للشباب بالمنزه السادس أين سيتم الإعداد للوحة الراقصة التي سيصممها خصيصا لهذا الغرض فيها "الهيب هوب" وbreak dance" يجسدها رفقة سبعة من الراقصين المحترفين. لتجوب كل من وادي الليل والحرايرية والمنيهلة وحي التضامن وسيدي البشير والمروج. وأكد قدور بن حسن أن اللوحة الراقصة تعرض في شكل عرض فني مفتوح للعموم وذلك بجدور الثقافة والشباب بالجهات المعنية. وذلك من أجل تشجيع الشباب على الانخراط في التكوين المجاني خاصة أن هذه التظاهرة لا تقتصر على تقديم لوحات للرقص وإنما تشمل تنظيم ورشات ولقاءات في التكوين والتدريب على فنون الاتصال وتقنيات "bodycom" والعمل الجماعي إلى جانب ورشات في الرقص التي سيؤمنها مكونون وخبراء انتقتهم الجمعية المنظمة للتظاهرة. وأفادت رئيسة الجمعية الشبابية للثقافة وتنمية القدرات في هذه الندوة الصحفية أن التظاهرة تهدف لخلق شبكة تواصل مع شباب هذه الأحياء من خلال الرقص العصري لتتجاوزه وتشمل فنون الغرافيتي والسينما والابتكار عبر الواب وغيرها من مجالات الإبداع لأن هدف الجمعية حسب تأكيدها هو تطوير التكوين البيداغوجي والبدني وتوجيه طاقات هذه الشريحة من الشباب بما يفيده ويحقق السعادة له وللمحيطين به. واعتبرت أن في هذه الخطوة حماية لأبناء الأحياء الشعبية أو الجهات المحرومة من التهميش وخلق فرص تواصل وإبداع. كما تم الكشف خلال هذه المناسبة عن متعلقات هذه التظاهرة وذلك بعد أن يتم اختيار أحسن ثلاثة راقصين من كل حي ليخضع هؤلاء إلى تكوين خاص في صلب الجمعية ليشاركوا في عرض فني كبير يقوم بجولة من العروض في تونس الكبرى وخارجها.