بعد ساعات فقط من العملية الإرهابية التي استهدفت قوات الحرس الوطني بسيدي بوزيد بجهة الونايسية بأحواز معتمدية سيدي علي بن عون تعرضت ليلة أمس الأول دورية أمنية تابعة لوحدات التدخل بمنزل بورقيبة لإطلاق نار من سيارة مكتراة مما أدى إلى استشهاد عون وإصابة اثنين آخرين. وكشفت المعلومات المتوفرة عن الجريمة الفظيعة التي طالت مجددا أعواننا البواسل لتسيل دماؤهم وتسقي هذه الأرض الطيبة أن الأعوان كانوا يقومون بدورية ترتيبية قرب مفترق معمل الفولاذ بمنزل بورقيبة لمراقبة منطقة نفوذهم والتصدي لكل ما من شأنه أن يعكر صفو النظام العام، في الأثناء لمحوا قدوم سيارة مكتراة من نوع "رينو سامبول" فأشاروا إلى سائقها بالتوقف، إلا أنهم تفاجأوا بالسيارة تتوقف وينزل منها عدد من الأشخاص الملثمين على ما يبدو ويطلقون النار عليهم. أصيب ثلاثة أعوان بالرصاص مما أدى إلى استشهاد أحدهم وهو العريف محمد بن محمد علي بن حمد التوجاني (من مواليد 23 ماي1990 بباجة) فيما نقل العونان الآخران وهما وائل كرام ومحمد بلال العزيزي إلى المستشفى الجهوي بمنزل بورقيبة ومنه إلى مستشفى قوات الأمن الداخلي بالمرسى حيث احتفظ بهما. بالتوازي مع ذلك سارع بقية الأعوان إلى إشعار قاعتي العمليات بمنطقة الأمن الوطني بمنزل بورقيبة وإقليم الشرطة ببنزرت ليتم تعميم المعلومة والتنسيق مع الأمن والجيش لتعقب السيارة المكتراة ولم يتسن إلى حد كتابة هذه الأسطر العثور عليها أو اعتقال راكبيها. إلى ذلك هاجم عدد من المحسوبين على التيار السلفي المتشدد منطقة الأمن الوطني بمنزل بورقيبة في محاولة لاقتحامها إلا أن قوات الأمن تصدت إليهم قبل أن تنجح في القبض على11 منهم على عين المكان وتوقع بأربعة آخرين في أعقاب عملية تمشيط ومداهمات ومطاردات في الجهة، وباستشارة النيابة العمومية بابتدائية بنزرت أذنت بالاحتفاظ بهم على ذمة الأبحاث.