بعد أن كانت انطلاقته على هامش مهرجان الصحراء الدولي بدوز في الدورتين الأخيرتين أي منذ ديسمبر2011، اختارت القوافل الثقافية أن تنظم الدورة الثالثة لمهرجان "أيام الفيلم الوثائقي بدوز" في توقيت سابق عن موعد عرس الصحراء الكبير الذي نشأ في حضنه مثلما أفاد بذلك منظم هذه القوافل ومدير المهرجان الوثائقي في كل نسخه، السينمائي هشام بن عمار. وأوضح محدثنا أن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة السينمائية في موعدها الحالي هو تفعيل مساعي لامركزية التظاهرات السينمائية ثم أن المهرجان الذي يعنى بنوعية محددة من السينما قد لاقى نجاحا كبيرا في الدورة التجريبية الأولى في أول عام بعد ثورة 14 جانفي، وكذلك الشأن بالنسبة للدورة الثانية في العام الماضي. فكان القرار بأن يكون في موعد مستقل في دورته الثالثة. وأضاف قائلا:" اغتنمنا فرصة خلو هذه الفترة من أي تظاهرة ثقافية في الجهة وأردنا تنظيم هذا المهرجان ليكون فرصة للدعاية لدوز والصحراء التونسية قبل عطلة رأس السنة الإدارية التي عادة ما تتحرك فيها السياحة الصحراوية. فمدينة دوز تتوفر على كل مقومات السياحة الصحراوية والثقافية الجميلة والثرية. كما أن في بهذا الخيار أردنا أن نترك المهرجان الدولي للصحراء بدوز الذي هو قائم الذات منذ ما يقارب الخمسين عاما ليحضر للدورة القادمة." وأكد هشام بن عمار أن مهرجان السينما الوثائقية في دورته الحالية، وفضلا عن دوره الفني والثقافي، فإنه يضطلع بدور كبير في القيام بالدعاية لأحد موارد التنمية بالجنوب التونسي عامة والمتمثل في التنمية السياحية وما يرتبط بها من صناعات تقليدية وغيرها. ويخصص المهرجان حوافز مالية للأفلام الفائزة في المسابقة الرسمية للمهرجان. إذ يترأس لجنة التحكيم حسين كولنباوي السينمائي الاسترالي البريطاني ذي الصيت العالمي. وأوضح في ذات الإطار أن الدورة الحالية تسجل حضور ضيوف من أعلى مستوى عالمي في السينما الوثائقية على غرار جاسما بازيك من سويسرا التي تأتي خصيصا لاختيار الأفلام التي يمكن برمجتها في مهرجان سويسرا الدولي الذي ينتظم في أفريل القادم في دورة ستكون خاصة بتونس. هذا بالإضافة إلى الإيطالي فانسون ماتورانا وغيرهم من السينمائيين التونسيين. تنشيط حركة الإنتاج بالجهة كما اعتبر مدير المهرجان هشام بن عمار أن هذه التظاهرة كانت مناسبة هامة لتحريك سوق الإنتاج والإخراج السينمائي في الجنوب التونسي. وبين في ذات السياق أن خمسة أفلام من بين ثمانية أفلام وثائقية طويلة أو متوسطة مشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان مصورة في الجنوب التونسي وتطرح مواضيع مختلفة بالجهة. من جهة أخرى تسجل الدورة الحالية للمهرجان الوثائقي بدوز تنظيم ورشة لتقديم المشاريع السينمائية الوثائقية الجديدة. وذلك بتقديم خمسة مشاريع أمام لجنة التحكيم للحصول على منحة لتحسين كتابة السيناريو وجوائز تطوير المشروع والمساعدة على إنجازه. وهي ورشة موجهة للتجارب الشابة حسب ما افاد بذلك مدير المهرجان. أفلام في الموعد سيتم عرض فيلمين وثائقيين في افتتاح هذه الدّورة. الأول من إعداد مجموعة من تلاميذ المعهد الثانوى بدوز مع المخرجة الإيطالية سنيا جازلبا تحت عنوان "بقايا الذاكرة".أما الفيلم الثاني فيُعرض لأول مرّة في تونس وهو للمخرج الايطالي أصيل مدينة قابس فانسن مارتورانا ويحمل عنوان "أتمنى لو كانت دوز" فيما سيتم في اختتام التظاهرة عرض الافلام الفائزة بحوائز الدورة. ومن بين الافلام المشاركة في المسابقة الرسميّة للأفلام الطويلة والمتوسطة "عبيد غبنطن" للمخرج رمزى بجاوى و"أمير في بلاد العجائب" لأحمد الجلاصي و"انها تُمطر كتبا والعابا" لمحمد براك. وتتضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة عدة اشرطة منها "نجاح" للمخرجة شيراز بوزيدى و"زمن الثورة" ليوسف بن عمار و"الخيط والحيط" لسارة عاشور و"سيدى بوهلال" لرضا بن حليمة وذلك الى جانب تنظيم مسابقة في كتابة السيناريو. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المهرجان يشارك في تنظيمه فضلا عن القوافل الوثائقية، وزارة السياحة والمجلس الثقافي البريطاني بتونس وتونزيانا وغيرها من المؤسسات الداعمة في ظل احجام وزارة الثقافة عن الدعم وفق ما علمنا.