مازالت مستجدات حادثة الهجوم الإرهابي على المتحف الوطني بتونس متواصلة، ومازالت التحريات تكشف المزيد من الحقائق الخطيرة والصادمة، لتؤكد مجددا وجود تراخ امني على مستوى منطقتي الأمن بباردو(مرجع نظر متحف باردو) والعمران(مرجع نظر المنزل الذي أقاما فيه المشتبه بهما الرئيسيان الواقع بحي ابن خلدون) إضافة إلى إحدى الإدارات الفرعية بإقليم تونس والأمن الرئاسي وخاصة من الجانب الاستعلاماتي وتأمين القوافل السياحية. فقد علمت"الصباح" من مصادر أمنية مطلعة ان الهجوم الإرهابي على متحف باردو تم التخطيط له من قبل خلية تكفيرية تتبنى الفكر التكفيري الداعشي، من بين عناصرها مهاجر بإحدى الدول الأوروبية عاد قبل نحو ثلاثة أسابيع إلى تونس خصيصا للدعم اللوجستي إضافة إلى المشتبه بهما الرئيسيين اللذين ثبتا تسللهما إلى ليبيا وتلقيهما تدريبات عسكرية على حمل وتفكيك واستعمال الأسلحة الرشاشة وكيفية تفجير الرمانات اليدوية والأحزمة الناسفة قبل ان يعودا خلسة إلى تونس عبر بن قردان. *التخطيط للعملية وبينت المعلومات التي تحصلنا عليها ان الإرهابي جابر الخشناوي تبنى الفكر الجهادي اثر الثورة وحاول مثلما أشرنا أمس عام 2013 السفر إلى سوريا إلا أن السلط الأمنية أوقفته وأحالته على أنظار السلط القضائية فأطلقت سراحه ليبقى على اتصال بالجماعات الجهادية في تونس والخارج قبل أن يقرر في ديسمبر الفارط التسلل إلى ليبيا رفقة ياسين العبيدي حيث يرجح تدربهما على يد الإرهابي احمد الرويسي ثم العودة إلى تونس. *ثلاثة أسابيع من التحضيرات ووفق مصادرنا فان الإرهابيين الخشناوي والعبيدي كانا يترددان على منزل بحي ابن خلدون واتفقا بعد مشاورات مع عدد من المنتسبين لما يعرف بتنظيم الدولة(داعش) سواء في المنزل او في مسجد بالجهة الهجوم على المتحف الوطني بباردو بعد تلقي- فتوى في الغرض على الأرجح- لتتم مراقبة المكان المستهدف طيلة ثلاثة أسابيع. وفي يوم الهجوم قدما على مرحلتين على متن فيسبا كان يقودها احد أفراد الخلية، ورابطا بفضاء عمومي بعض الوقت ثم استغلا غياب الحراسة في الباب الرئيسي للمتحف واقتحماه لتنفيذ العملية الإرهابية، والتي نفذت قوات الأمن الداخلي إثرها سلسلة من المداهمات والإيقافات وعمليات التفتيش لمنازل المتشددين دينيا وخاصة بتونس الكبرى والقصرين ونابل والقيروان وسوسة وصفاقس وقفصة وقابس مكنت من إيقاف مثلما ذكرنا في عدد أمس أربعة من المشاركين المباشرين في العملية إضافة إلى عشرات المتشددين دينيا وحجز حواسيب وهواتف محمولة وكتب دينية متشددة ووثائق خطيرة. *تغييرات أمنية إلى ذلك علمنا أن تغييرات حصلت على رأس عدد من مناطق الأمن الوطني بإقليم تونس وهي المنزه والعمران وسيدي البشير والمرسى، بسبب شغور خطة رئيس منطقة الأمن بالمنزه بعد تحول رئيسها إلى دارفور بداية الشهر الحالي وشغور خطة رئيس منطقة الأمن بالمرسى بعد صدور برقية منتصف الأسبوع الجاري بتحول رئيسها خلال الأسبوع القادم إلى دارفور أيضا. كما تم تعيين رئيس لمنطقة الأمن بنابل بعد إحالة رئيسها عز الدين عبدلي على شرف المهنة وتعيين رئيس لمنطقة الأمن بقبلي بعد صدور برقية بتحول رئيسها إلى دارفور. الى ذلك ينتظر بين الحين والآخر الإعلان عن تغييرات أخرى في عدد من القيادات الأمنية بتونس الكبرى، ومن المنتظر أن يتم إعفاء مدير إقليم امن تونس ورئيس إدارة فرعية به ورئيس منطقة الأمن بباردو ورئيس فرقة الإرشاد بمنطقة باردو ورئيس فرقة الإرشاد بمنطقة الأمن بالعمران من مهامهم ونقلتهم إلى إدارات أخرى، كما ينتظر ان تشهد إدارات أخرى بعض التغييرات على غرار الاستعلامات والحدود والأجانب.