تتزايد يوما بعد يوم الحالات المعلنة المصابة بالسلالة البريطانية والتي ظهرت أولى إصابة بها في بداية مارس الفارط، لا تعلن تونس إصابات بسلالات أخرى لفيروس كورونا غير السلالة البريطانية المعروفة بسرعة انتشارها، ولكن اللجنة العلمية تحدثت في بداية الشهر الحالي عن "دخول سلالات جديدة وتطور سريع في انتشارها داخل البلاد، ما يصدر عنها سرعة في انتشار الحالات الخطيرة ومزيد من الوفيات". حاليا، يتزايد الحديث حول العالم عن السلالة الهندية، إلى جانب خطورة السلالة البرازيلية خاصة في استهداف الفئات العمرية الأصغر سنا، في هذا المقال التفسيري نحاول أن نوضح أهم النقاط المتعلقة بهذه السلالات، والآراء العلمية حول بخطورتها ومدى نجاعة اللقاحات والبروتوكول الصحي ضدها. ما هي أهم السلالات الموجودة في العالم اليوم؟ لنبدأ بالسلالة الجديدة التي ظهرت في الهند، الاسم العلمي لهذه السلالة هو B.1.617 المعلومات العلمية حول هذا المتغير الجديد مازالت غير دقيقة بعد، كما لا يعرف الكثير عن مدى خطورته إلا بعض الملاحظات. ويعمل العلماء الآن على تأكيد ما إذا كان المتغير أكثر خطورة من غيره وإن كان سريع الانتشار أم لا. وقد سجلت الهند 261،500 حالة إصابة جديدة في 24 ساعة، وهو أعلى حجم إصابة حتى الآن، و1،501 حالة وفاة. خصوصية هذه السلالة هو أن طفرتين قد اجتمعتا للمساعدة في إصابة الخلايا وتجنب جهاز المناعة، ولكن مازال العلماء بصدد البحث في مدى خطورتها الحقيقية. السلالة البرازيلية التي تتسم أيضا بسرعة انتشارها، تعرف بسلالة P.1 ما يعرف عنها أنها قادرة على نقل العدوى بأكثر من مرتين وهي أكثر قدرة بنسبة 61 في المئة على إصابة الناس مرة أخرى، مقارنة بالمتحورات الأخرى. هذا إلى جانب السلالة البريطانية، والسلالة الجنوب إفريقية. أي السلالات أكثر خطورة وأي فئات عمرية تستهدف؟ من الصعب الإجابة على السؤال، مازال العلماء لا يعرفون الكثير عن هذه السلالات، السلالة الهندية هي التي تشغل الكثير من الباحثين الآن نظرا إلى أنها تقوم على طفرتين اثنتين. بالنسبة إلى السلالة البريطانية، الموجودة في تونس، فإننا كنا نشرنا سابقا أهم نتائج دراسة من مجلة "لانسيت" تعرضت إلى مدى خطورة هذه السلالة في بريطانيا، وتوصلت إلى أنها ليست بالضرورة أخطر، مع الإشارة إلى أنها سريعة الانتشار. أما السلالة البرازيلية، فإنها تتسم باستهداف الشباب والأصحاء بحسب ما لاحظه الأطباء. هل تقاوم السلالات الجديدة اللقاحات؟ الإجابة على هذا السؤال تبقى نسبية، كما أشرنا بعض الآراء العلمية تتخوف من أن تجعل الطفرتين الرئيسيتين في السلالة الهندية، السلالة قادرة على تجنب بعض الأجسام المضادة في التطعيم. في حين يشدد بعض الخبراء على أن تلقي الجرعات الكاملة من اللقاح ومرور أسبوعين على ذلك كاف للحماية من مختلف المتغيرات التي ظهرت للفيروس. كما أن أهم اللقاحات الموجودة حاليا قادرة على الحماية من السلالة البريطانية، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يصاب حتى من تلقوا التطعيم. وبحسب منظمة الصحة العالمية، من المتوقع أن توفر لقاحات كوفيد-19 الحماية على الأقل ضد المتغيرات الفيروسية الجديدة لأن هذه اللقاحات تثير استجابة مناعية واسعة تشمل مجموعة من الأجسام المضادة والخلايا. لذلك، تعتبر أنه لا ينبغي أن تؤدي التغييرات أو الطفرات في الفيروس إلى جعل اللقاحات غير فعالة تماما. أما إذا ما ثبت أن لقاحا أقل فعالية ضد متحور واحد أو أكثر، سيكون من الممكن تغيير تركيبة اللقاحات للحماية من هذه المتغيرات. هل البروتوكول الصحي صالح لكل السلالات؟ نعم، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن التدابير الحالية للحد من انتقال العدوى – بما في ذلك غسل اليدين المتكرر، وارتداء الكمام، والتباعد الجسدي ، والتهوية الجيدة وتجنب الأماكن المزدحمة أو الأماكن المغلقة – صالحة ضد السلالات المتحورة الجديدة عن طريق تقليل مستوى انتقال الفيروس وبالتالي تقليل فرص تحور الفيروس وظهور سلالات جديدة.