قال رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ان انعقاد القمة العربية بشرم الشيخ بمصر مؤشر "يباركه" باعتبار ان مصر استرجعت دورها الرائد في العالم العربي. وأضاف في برنامج "هنا العاصمة" مع الصحفية لميس الحديدي في قناة "سي بي سي" المصرية على هامش زيارته لشرم الشيخ للمشاركة في القمة العربية، حول التدخل العسكري السعودي ، ان ردود الفعل العربية تغيرت وأن الوضع في اليمن يهدد استقرار المنطقة ولذلك تتفهم تونس تلك الردود، قائلا : "رغم اننا نعارض التدخلات العسكرية ولكن جملة من الدول العربية رأت ان مصلحة المنطقة تتطلب تدخلا، نحن لم يطلب منا المشاركة، ولسنا ضدّ التدخل ونتمنى ان تأتي المبادرة بأكلها لإرجاع الاستقرار للمنطقة". وعن موقف تونس من اقتراح القوة العربية المشتركة في البيان الختامي للقمة العربية، قال السبسي : "وزير خارجيتنا لامنا في تظاهرة وتفاعل ضمن الإجماع العربي، ونقول يد الله مع الجماعة وليس مع الإجماع، وتونس لم تخرج سابقا عن الإجماع العربي" وبخصوص شكل القوة العربية المشتركة وتدخلاتها وهل ستكون دائمة، قال : "المستقبل سيقدّم لنا الإجابة.. والمقترح سلاح ذو حدين ونحن نعول على حكمة قادة الدول العربية التي اتخذت المبادرة بأن تحقق أهدافها المرسومة.. ولكن يجب ان نعي ضرورة ان لا تنزلق المبادرة لأشياء أخرى" ومن جهة أخرى، اعتبر السبسي ان الإرهاب ليس تونسيا محض وجاء من كل المنطقة التي ننتمي إليها، مؤكّدا أن كل العرب مستهدفين من الإرهاب، وفي تونس هناك من قدموا من سوريا ومن ليبيا أين تمرنوا بها باعتبار ان وضعها متردي وتونس تتحمل تبعية هذه المنطقة، إضافة إلى من قدموا من النيجر والجزائر. وقال ان "داعش" موجود بكل الدول العربية ومرتكز في العراق وليبيا ومقاومته في هذه المناطق ضعيفة وهو ما يتطلب تنسيق الدول العربية في ما بينها لمجابهة هذه الآفة. وفي سؤال حول ان كان قرار تونس في مواجهة آفة الإرهاب بضغط أجنبي، قال السبسي ان تونس بلد مستقل ومسلم منذ القرن السابع، مضيفا : "ولذلك لا بد ان يفرق بين الإسلام السياسي الذي لا نتعامل معه بل نتعامل مع المسلمين.. فالجماعات الاسلامية السياسية تتحدث باسم الدين للوصول إلى الحكم فقط، ونحن دولة مسلمة نتعامل مع المسلمين وليس مع الإسلام السياسي". وعن التعامل مع حركة النهضة، قال السبسي : "أنا وضعت الموضوع على شاشات التلفزة حول ان كانت النهضة من الإخوان المسلمين فكانت الإجابة من رئيسها انها ليست من الإخوان المسلمين وان اسلامها تعلمته من المساجد التونسية ولدى الزيتونة والإسلام في تونس إسلام معتدل.. والشجرة تخرج منها فروع مختلفة.. والنهضة تعلمت من الإخوان المسلمين ولكننا نتعامل معها باعتبار اننا جميعا تونسيون وكل الحركات تساهم في المشهد السياسي التونسي ونحن نقاوم كل تطرف.. وخرجت النهضة عن الإجماع الوطني وقتا ما وقاومناها ولكنها لما ركنت للتعامل ضمن المجموعة الوطنية فنحن نَقْبِلُها.." وحول ان كان قبول النهضة في الحكومة بطلب أجنبي، ردّ رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي : "تونس قرارها سيادي ولا تتأثر بما يأتي من الخارج والقرار كان تونسيا، خاصة وأن الناخبون انتخبونا نحن نداء تونس في المرتبة الأولى والنهضة الثانية ونحن نتعامل معهم كنواب عن الشعب" وفي ما يتعلق بالوضع في ليبيا، قال ان تونس مستعدة للتعامل مع الأشقاء في ليبيا لعودة استقرارها، داعيا الدول العربية لتفهم ما يحدث في ليبيا باعتبار أنه يمكن أن يطول الجميع وقال ان تونس ضد تسليح ليبيا لان تسليحها يساهم في مزيد من الاقتتال بها.