كشف ملف أعده الصحفي معز الباي في جريدة آخر خبر حول الجمعيات الخيرية وعلاقتها بالإرهاب وتمويل الأحزاب. وأكدت الصحيفة أن هناك 157 جمعية وقع تجميدها من أصل 18000 جمعية ناشطة في تونس، وكلها ذات بعد دعوي سلفي أو خيري إسلامي. وأشارت إلى أن التحقيق أكد وجود 20 جمعية أوقفت نشاطه تلقائيا أو أنها غير موجودة بالعنوان المسجل في الوثائق الرسمية، كما أن عددا منها تم إيقاف نشاطه مؤقتا، كما توجد 38 جمعية بعضها مصنف على أنها مجموعة غير قانونية. كما أقر الملف وجود جمعية معلق نشاطها وهي جمعية رحمة بمدنين تمتعت بدعم من رئاسة الجمهورية سنة 2012 في إطار برنامج التنمية الجماعية قدره 800 دينار، حسب وثيقة صادرة عن رئاسة الجمهورية. ويشير التحقيق لوجود جمعية واحدة حصدت أكثر من مليار دينار تونسي وهي جمعية تونس الخيرية التي تلقت أموالا من مصادر وجمعيات مرتبطة بالإرهاب أو بالتنظيم الدولي للاخوان المسلمين، حسب ما يذكر الصحفي، وهذه الجمعية مرتبطة بحزبي النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية من خلال رئيسها عبد المنعم الدايمي وهو شقيق عماد الدايمي المدير السابق لديوان رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي، والتي أصدر فيها وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس اذنا على عريضة لتعليق نشاطها بمقتضيات أحكام المرسوم 88 فيما يتعلف بالاعلام عن تلقي دعم عمومي تلقته من رئاسة الجمهورية، وهو ما يوحي بوجود شبهة محسوبية، حيث تلقت هذه الجمعية مبلغ 3000 دينار في مناسبتين سنة 2012، ولكنها لم تقدم تقريرا سنويا يحتوي وصفا لمصادر تمويلها إلى دائرة المحاسابات حسب ما يقتضيه الفصل 44 من المرسوم 88 المتعلق بتنظيم الجمعيات. ويشير التحقيق إلى أن أهم ما يميز هذه الجمعية هو حجم التمويلات الخارجية التي تحصلت عليها وطبيعة المانحين، حيث تحصلت خلال شهر أكتوبر 2013 على ما قيمته 222 ألف دينار من جهات أجنبية وهي منظمة الإغاثة الإسلامية و Human Appeal International ، كما تحصلت على مبالغ مالية تفوق 111 ألف دينار من مركز التواصل الحضاري الكويت ومن جمعية النوري الخيرية بالكويت سنة 2014. كما تحصلت كذلك في نفس السنة على مبالغ مالية من Human Appeal International على مبلغ 260 ألف دينار ومن جمعية انسان حق التركية على 77500 دينار وحصلت من هيئة الإغاثة الإسلامية على مبلغ قدره 46 ألف دينار. كما حصلت على 160000 دينار تونسي من جمعية "أيادي الخير نحو آسيا" وهي مؤسسة قطرية تابعة لقطر فوندايشن، وقد كشف كتاب «قطر.. أسرار الخزينة» للصحفيين الفرنسيين كريستيان شيزنوت وجورج مالبرونو عن عديد الخفايا المتعلقة بهذه المنظمة والدور المشبوه الذي تلعبه خدمة لسياسة قطر الدولية المتدخلة في شؤون الدول الأخرى. وحسب ما يذكر التحقيق فإن جل الداعمين الماليين للجمعية تدار حولها شبهات دعم الإرهاب والجماعات المسلحة في العالم، وهو ما يطرح شبهة انخراطها في دعم الإرهاب في تونس، وفق آخر خبر.