طالب المشاركون، اليوم الثلاثاء، في تجمع كبير لمعلمي المدارس الابتدائية أمام مقر وزارة التربية بالعاصمة، برحيل وزير التربية ناجي جلول. كما ردد المحتجون في هذا التجمع الذي دعت إلى تنظيمه النقابة العامة للتعليم الأساسي بالاتحاد العام التونسي للشغل، تحت مسمى "يوم الغضب"، شعارات عديدة منتقدة بشدة لأداء وزير التربية، ومطالبة بإقالته، وأخرى منادية باحترام هيبة المعلم وكرامته، على غرار "من لا يعطي حق المعلم لا يحق له أن يحكم" و"المعلم لا يهان" و"معلمون ومهنتنا فخر لنا"... وأعرب المشاركون في وقفة "الغضب"، وجلهم من المعلمين جاؤوا من مختلف ولايات الجمهورية، عن استيائهم مما اعتبروه "تنكرا" لوزير التربية تجاه مطالب مدرسي الابتدائي وللاتفاقيات الممضاة سابقا، معبرين عن استغرابهم من تصريحاته التي وصفوها ب"المغالطات المسئية لهم والمشوهة لصورتهم"، لا سيما تلك التي نفى فيها علمه بدخول المعلمين في إضراب وباعلانهم مقاطعة الامتحانات. وقد تحول المحتجون، الذين قدر عددهم بحوالي 3500 شخص حسب ما أفاد به مصدر أمني موفدة (وات)، من أمام مقر وزارة التربية إلى ساحة الحكومة بالقصبة، أين نفذوا وقفة احتجاجية مرددين شعارات تعبر عن غضبهم وعن تمسكهم بمطالبهم الإدارية والمالية. وأوضح الكاتب العام المساعد لنقابة التعليم الأساسي، طاهر ذاكر في تصريح ل-(وات) أن المعلمين عبروا في التجمع الاحتجاجي عن تمسكهم بمطالبهم ورفضهم كل أشكال الإهانة، مشيرا إلى أن الدعوة إلى استقالة ناجي جلول خلال هذا التحرك جاءت كردة فعل من القواعد على تصريحات الوزير التي رأوا فيها إهانة لهم وتجاهلا لمطالبهم. وفي رده على سؤال حول تقديرات مصدر أمني بمشاركة 3500 شخص في تجمع "يوم الغضب"، قال ذاكر ان جموع المحتجين اليوم أمام وزارة التربية فاقت ضعف هذا العدد. وفي ما يخص موقف الوزارة من التجمع الاحتجاجي للمعلمين، قال الناطق الرسمي باسم وزارة التربية، مختار الخلفاوي، ل-(وات) أن "حق الاحتجاح مكفول، وكل احتجاج مشروع إذا التزم بالقانون وبالصيغ المدنية". وأكد أن "جوهر الخلاف مع نقابة التعليم الأساسي الذي يكمن في المطالب ذات الصبغة المادية التي تم ترحيلها للمفاوضات العامة، لن يحل عبر الضغط وإنما من خلال الحوار والتفاهم على قاعدة من المصارحة والمكاشفة". وفي رده على سؤال حول إمكانية إجراء الامتحانات، أفاد الخلفاوي أن لجنة فنية صلب وزارة التربية، تعكف حاليا على إعداد نص ترتيبي يبين مسالك الارتقاء وصيغ اجتياز مناظرة الدخول إلى الإعداديات النموذجية. وتجدر الإشارة إلى أن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، نشرت بصفحتها على موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك، ما مفاده أن بعض الصحافيين والمصورين تعرضوا إلى اعتداء بدني ولفظي أثناء تغطيتهم للوقفة الاحتجاجية للمعلمين أمام مقر وزارة التربية، حيث تم منعهم من التصوير ودفعهم بقوة. وأكدت النقابة أنها ستتكفل برفع دعوى قضائية لتتبع المعتدين، داعية كافة الزملاء إلى توخي مزيد من الحذر أثناء عملهم وتبليغ النقابة بالاعتداءات فور وقوعها.(وات)