دعا الخبير الاستراتيجي في الشؤون الامنية والعسكرية مازن الشريف المسؤوليين الحكوميين الى ضرورة الانصات الى الخبراء العاملين صلب المؤسسات الامنية والخبراء المستقلين المتواجدين بمختلف الوزارات لاستشراف الاحداث الارهابية الممكن حصولها خلال شهر رمضان المعظم. وأشار الشريف اليوم الثلاثاء خلال الندوة الاقليمية التي نظمها المركز التونسي لدراسات الامن الشامل بالتعاون مع الجمعية التونسية للإعلام الجغرافي الرقمي بالعاصمة حول "بنية الصراع في العالم العربي" الى ان الاستماع الى هؤلاء الخبراء سيجنب تونس الوقوع في الكارثة الحقيقية" قائلا ان "شهر رمضان يصبح لدى الارهابيين شهر الانتقام والقتل" وحث وزارة الداخلية الى ضرورة التعامل مع نسيج استخباراتي وتقوية جهاز المخابرات الوطنية وتعزيز التعاون الامني اقليميا ودوليا وتشكيل لجنة خبراء وإصلاح لبناء وكالة الامن القومي وحذر من تواصل الاضرابات العشوائية والتحركات الاحتجاجية الداعية الى التفريقات الجهوية وإشعال الحرب الاهلية التي تساهم بصفة غير مباشرة في تسهيل عمل الارهابيين مبينا ان الارهاب اليوم يعمل على نشر اليأس والاحتقان والخوف لدى التونسيين من جهته حذر العقيد المتقاعد من الجيش الجزائري رمضان حملات الحكومة التونسية من عمل ارهابي محتمل جدا خلال شهر رمضان والمتمثل في قيام الارهابيين بتفجير مكان رمزي له دلالات اقتصادية او سياسية او اجتماعية على غرار ما حدث في الجزائر سنة 1994 . واستبعد العقيد الجزائري قيام الارهابيين باستهداف الامنيين خلال شهر رمضان خصوصا باعتبار أنهم يعلمون ان الامن التونسي يكون في اعلى درجات التأهب خلال هذا الشهر، داعيا الحكومة والأمنيين والشعب التونسي بمختلف مكوناته الى مزيد اليقظة خلال الشهر الكريم لتفادي الاحداث المؤلمة وبعد ان دعا جميع السياسيين الى توحيد مواقفهم ورص الصفوف لمحاربة هذه الافة التي تنهش المجتمعات العربية حث العقيد الجزائري القضاة التونسيين الى ان يكونوا اكثر صرامة مع كل شخص يروج للإرهاب او يقوم بعمليات ارهابية. من جهته أكد رئيس الجمعية التونسية للإعلام الجغرافي الرقمي محمد العياري على ضرورة ان تعمل تونس على مزيد التعاون مع بلدان الجوار وحماية حدودها بأحدث التكنولوجيات والتقنيات المعتمدة وإيقاف الاستقطاب عن طريق مواقف التواصل الاجتماعي باستخدام التقنيات والبرمجيات القادرة على مراقبة كل التحركات الارهابية . ولفت الى ان ميلاد بعض الصراعات في تونس اليوم على غرار حملة "وينو البترول" لها خلفيات سياسية واستخباراتية، مبينا ان الغاية من هذه الحملة تشتيت الرأي العام لإعطاء فرصة اكبر للإرهاب للتوغل اكثر وأوضح رئيس المركز التونسي لدراسات الامن الشامل مختار بن نصر ان معالجة ازمة الارهاب لا يمكن ان تكون بالطريقة الامنية فقط بل يجب ان تأخذ في الاعتبار عدة ابعاد اخرى على غرار الابعاد الثقافية والعقائدية والدينية والاجتماعية والاقتصادية. ودعا الى ضرورة اخذ العبر من تجارب البلدان العربية الاخرى على غرار ما يحدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا والتعاون بين مكونات المجتمع المدني والأحزاب السياسية ومختلف الفاعلين في المجتمع للتصدي لآفة الارهاب.