هل يفعلها برنار كازوني ويبصم اليوم على تأهل النادي الإفريقي إلى دور المجموعتين من كأس الاتحاد الإفريقي؟ هذا ما يتمنّاه جمهور النادي والجزء الأكبر من الرأي العام الرياضي عندما يلاقي الإفريقي عشية اليوم في ملعب رادس دجوليبا المالي في إياب الدور التمهيدي الأخير. مباراة الذهاب انتهت لصالح الماليين بهدفين للاشيء وهو فارق يصعب الرد عليه وتجاوزه اعتبارا للمستوى الجيد لدجوليبا وخبرته القارية وثانيا لأن الإفريقي ليس له من الإمكانيات البشرية والفنية ما يجعلنا متأكّدين بأنه سيقلب الموازين لصالحه. فالفريق يعوّل على اللاعبين المسجلين في القائمة الإفريقية وهذه القائمة لا تسمن ولا تغني من جوع بعد أن عبثت بها قرارات الهيئة المديرة السابقة واختيارات من تعاقبوا خلالها على تدريب الفريق من فوزي البنزرتي إلى باتريك ليويغ. كازوني ليست له عصا سحرية لكن خبرته وشخصيته تؤهلانه للتأثير في لاعبيه ودفعهم إلى تعويض محدودية إمكانياتهم الفنية والبدنية بالعزيمة والانضباط والرغبة في الفوز وهي خصال نكاد نجزم أنها اندثرت من قاموس الحديقة 'أ' بكل فرقها منذ سنين. التأهل سيكون ذي تبعات معنوية إيجابية جدا لا على الفريق فحسب بل على كل مكونات النادي ومسؤوليه الجدد وأنصاره الذين أصابهم الإحباط من الفشل المزمن لمختلف فرقهم في تحقيق إنجازات تذكر.
هل يكون الانسحاب أفضل للإفريقي؟ ! تأهل النادي الإفريقي على حساب دجوليبا سيكون معناه العودة إلى الأضواء والحصول على فرصة جديدة لإعلاء راية الفريق والمراهنة الجدية على لقب كأس "الكاف" رغم أن الرصيد البشري، كيفا وكمّا، لا يسمح بتغذية الآمال العريضة. فلن يكون بالإمكان تغيير الفريق بأكمله إذ أن قانون المسابقة لا يسمح إلاّ بتغيير خمسة لاعبين لا أكثر ما يعني أن غالبية اللاعبين الحاليين هم الذين سيخوضون دور المجموعة في صورة التأهل. كما أن دخول مرحلة المجموعتين يعني أن الفريق مطالب بالحفاظ على رصيده البشري حتى نهاية شهر نوفمبر القادم ولن يتمكّن بالتالي من إحداث تغيير جذري (أصبح اليوم بديهيا ومطلوبا من كل الأطراف) في الرصيد البشري استعدادا للموسم المحلي القادم ومن أبرز سمات هذا التغيير إدماج المنتدبين الجدد وإحداث نقلة نوعية على طريقة اللعب. ولن نذيع سرّا إن قلنا أن ثمة جزء من أنصار الإفريقي لا يرغب في تأهل الفريق عقب مباراة اليوم. ليس ذلك شماتة من هؤلاء أو كرها في الفريق بل رغبة في طي صفحة الماضي بكل تفاصيلها أي القطع نهائيا مع واحدة من أسوأ الحقبات في تاريخ فريق كرة القدم بالنادي الإفريقي وأكثرها تأزما وتدهورا. ويتمنّى أصحاب هذا الرأي في أن يكون انتخاب رئيس جديد وحلول طاقم فني فرنسي بالكامل فاتحة عهد جديد وأن ينطلق برنار كازوني المدرب الجديد ومعاونيه من الصفر خصوصا أن سليم الرياحي فتح خزينته ومستعد لشراء فريق كامل من اللاعبين. ومن غرائب ما آل إليه النادي الإفريقي أن أنصاره سيفرحون اليوم لترشحه وسيصفّقون لانسحابه.