نشرت وزارة الشباب والرياضة قراءة حول خاصة في الامر المتعلق ب"إحداث بطاقة شاب". وفي ما يلي قراءة الوزارة للأمر الحكومي: "يعتبر الامر الحكومي عدد 1916 لسنة 2015 المؤرخ في 2 ديسمبر 2011 والذي يتعلق بإحداث "بطاقة شاب"وضبط شروط وإجراءات إبرام اتفاقيات الانتفاع بامتيازاتها، احدى الخطوات الايجابية على مستوى الرغبة في تغيير هذه المؤسسات من حيث الشكل والمضمون ، باعتباره يشكل انطلاقة فعلية لتغيير واقع العمل بالمؤسسات الشبابية ومزيد دفع الشباب للانخراط بها . ولئن يمثل هذا الامر محاولة اولى في اتجاه العودة الى نقطة الارتكاز الاولى لمؤسسات الشباب منذ إحداث نواتها الأولى سنة 1963، والايمان بقدرتها على النجاح وتكوين اجيال من المبدعين والمثقفين، فانه يجسم ارادة سلطة الاشراف وقناعتها بضرورة الاصلاح والتغيير في خضم ما يعيشه عدد من شباب تونس من محاولات الدمغجة والاستقطاب نحو بؤر التوتر والارهاب ، وهو توجه سيعكس بشكل او بآخر حتمية اعادة البوصلة في الاتجاه المحوري نظرا لدور هذه المؤسسات في توفير آليات الاستقبال، والتنشيط، والمرافقة، والتوجيه والترفيه . وبما ان المهمة ليست باليسيرة ، بحكم ترسخ القول التقليدي بان الشباب قد هجر دياره لافتقارها ابجديات التطور رغم نجاحها في مرحلة تاريخية ما من تكوين ابطال في اختصاصات عدة وقدرتها على بناء اسماء بارزة في عالم السياسة والثقافة ، فكرت وزارة الشباب والرياضة في ولوج المسالة من العمق فسارعت في التقييم الجذري وعقد سلسلة كبيرة من الحوارات مع اهل الاختصاص وهياكل المجتمع المدني ، تمخضت خطواتها الاولى في شكل برامج وطنية من ناحية وفي آليات اصلاحية اخرى من بينها المبادرة بإحداث هذه البطاقة وهي الية ضمن سلسلة من الآليات والبرامج الاخرى التي ستنفذ تباعا بعضها على المدى القصير وجزءا آخر منها على المدى الطويل ، وتتمثل هذه البرامج والمشاريع بالأساس في الحوار الوطني حول مستقبل قطاع الشباب ، وبناء الأقطاب الشبابية الوطنية والانفتاح على المحيط المحلي من مجتمع مدني و بينة تربوية و ثقافية وحكم محلي بالإضافة الى بناء شبكة اتصال وتواصل مع الشباب وبناء منظومة قيمية وأخلاقية قوامها الوطن، وتبقى المسالة الاهم هي المشاركة الفعالة في الشأن العام والمصلحة العامة تحقيقا للذات الشبابية فضلا عن تمكين و تطوير الروح المبدعة الخلاقة ووضع مؤسسات الشباب على ذمة الشباب في صيغة جديدة تعيد احياء دور هذه الهياكل في تكوين شباب تونس . واذ تصب بطاقة شاب في خانة هذه الاهداف فانها تمثل منطلقا لتطوير البرامج وتنويع أنشطة هذه المؤسسات وهو ما تجلى في الفترة الاخيرة من خلال جملة من الافكار والبرامج الوطنية والجهوية التي يبقى دورها المحوري معاضدة مجهود الدولة في حماية الشباب من مخاطر الارهاب والانحراف والضياع ، كما تجلى من خلال الترفيع في ميزانية القطاع بما يسمح بتوظيفها لتنمية أنشطتها وتحسين تجهيزاتها وصيانتها وتطوير مردوديتها. وبإعلان هذا الأمر تسعى الوزارة لتوفير هذه البطاقة بالتوازي مع رغبة جامحة في إعلان ميلاد صنف جديد من مؤسسات ما بعد الثورة ، مؤسسات تقدم برامج ومشاريع قوامها افكار حداثية متطورة ،متجردة من قيود الابداع الشبابي والرقابة ،ضمن فضاءات بعضها دخل اشغال التهيئة وآخر تمت برمجته لفائدة شباب مناطق حرمت منه على مدى عقود ، ويبقى الهدف الاسمى منه استجابة أفضل لاحتياجات الشباب وتطلعاته وقناعة راسخة بجدوى التكامل الوظيفي بين آليات التنفيذ وعمليات التخطيط والبرمجة والتقييم. وبما أن مؤسسات الشباب أضحت عاجزة بمفردها على مجاراة احتياجات الشباب التنشيطية بفعل التغييرات المتسارعة ؛عملت الوزارة على تشريك هياكل المجتمع المدني في رسم هذه التصورات الجديدة وتنفيذها وتتالت اللقاءات في هذا السياق مع عدد كبير من الجمعيات والمنظمات والهياكل الناشطة في قطاع الشباب. وبالرغم من أن اصدار الامر المتعلق بإحداث بطاقة شاب مثّل خير منطلق على درب مرحلة جديدة ساهمت فيها جميع الاطراف من وزارات وهياكل مجتمع مدني واطارات مشرفة على هذه المؤسسات وثلة من اطياف الشباب التونسي على اختلاف انتماءاته ،إلا ان المطالبة بتطوير هذه المؤسسات فتحت مجالا آخر لمزيد النهوض بواقعها وتطويرها، وتبلورت اولى الخطوات من خلال الاعلان عن عدد من البرامج الوطنية الكبرى ضمن ندوة المندوبين الجهويين للشباب والرياضة التي انعقدت مؤخرا بالحمامات ، من ضمنها البرنامج الوطني شباب ضد الارهاب الذي يحمل شعار نحن الشباب حماة الحمى وهو برنامج وطني يمتد طيلة 6 أشهر ويستهدف الشريحة الشبابية من 15 إلى 30 سنة ويقوم على تعبئة وتشريك كافة المواطنين وهياكل المجتمع المدني والفنانين والرياضيين والإعلاميين وكل المؤسسات ذات العلاقة بالشأن الشبابي بهدف تظافر كل الجهود الوطنية والوقوف صفا واحدا في مواجهة الإرهاب ومقاومة ثقافة الموت ورفضها بنشر ثقافة الحياة والبناء والعمل والسعي إلى بث روح الأمل والتفاؤل والطموح والصمود من خلال عروض فنية وثقافية ورياضية شبابية في كافة المناطق. هذه البرامج ستمثل حلقة وصل بين شباب تونس اينما كان لتشكل وحدة تهتف باسم تونس التي نحلم ...باسم وطن يهتف "لا للإرهاب...لا لتدمير الأوطان" من خلال برنامج وطني يجمع شبابه في كل شبر من تراب هذه الأرض التي حلقت في سماء اوسلو في لحظة تاريخية ،وتسلمت جائزة نوبل للسلام لسنة 2015، هذه الخضراء التي لا يضيع شبابها في وطن يسلمه بطاقة العبور. بطاقة شاب : اهداف وامتيازات تهدف بطاقة شاب التي تم اصدار الامر الحكومي المتعلق بها إلى الإحاطة بالشباب وتيسير اندماجه في الحياة العامة كما تمكن من الانتفاع بجملة الامتيازات المتعلقة بالخدمات التي توفرها الهياكل العمومية والخاصة. وحسب فصول الأمر الصادر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية ، تسند هذه البطاقة لفائدة الشباب المنخرطين بالهياكل العمومية للشباب، والذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 سنة، كما تخول لصاحبها الحق في التمتع بمجموعة من الخدمات إما بصفة مجانية أو بتعريفة منخفضة، وتضبط الخدمات موضوع بطاقة شاب وشروط إسنادها بمقتضى اتفاقيات تبرمها الوزارة المكلفة بالشباب مع الهياكل المسدية لهذه الخدمات. وتشمل الخدمات التي تخولها بطاقة شاب سواء بصفة مجانية أو بتعريفة منخفضة الحق في الانتفاع بجميع الخدمات الراجعة بالنظر للوزارة المكلفة بالشباب أو الهياكل الخاضعة لإشرافها من ذلك الدخول إلى المنشآت الرياضية بمختلف أنواعها وممارسة جميع الأنشطة المنظمة بمختلف الهياكل العمومية للشباب. كما تشمل الخدمات موضوع بطاقة شاب الانتفاع بمختلف الخدمات والأنشطة الثقافية وخدمات النقل والخدمات الصحية وخدمات الإحاطة والرعاية النفسية والإقامة والاتصالات وغيرها من الخدمات التي تتولى الوزارة المكلفة بالشباب الاتفاق بشأنها مع الهياكل المعنية سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص. وتتولى الوزارة المكلفة بالشباب إبرام اتفاقيات مع الهياكل العمومية أو الخاصة الراغبة في الانخراط في منظومة بطاقة شاب تتضمن الخدمات وشروط الانتفاع بها. و لا يمكن الجمع بين الامتيازات التي تخولها بطاقة شاب والامتيازات المسندة بعنوان نفس الخدمة في إطار أي منظومة أخرى. هذا، وتسند بطاقة شاب بصفة شخصية ولا يمكن استعمالها إلا من قبل صاحب البطاقة، ويمكن للهياكل العمومية للشباب سحب بطاقة شاب التي ينتهي مفعولها بانتفاء أحد الشروط المستوجبة للحصول عليها.