مازالت استقالة مدير ديوان رئيس الجمهورية رضا بلحاج تثير الكثير من الجدل على الساحة السياسية في ظل الغموض الذي رافق خروجه من قصر قرطاج رغم ان الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية معز السيناوي قد أكد أمس ان استقالة بلحاج تمت بصفة توافقية بالتشاور مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي. وتعليقا على هذه الاستقالة قال القيادي السابق بحزب "نداء تونس" لزهر العكرمي انه اذا كانت استقالة مدير ديوان رئيس الجمهورية سببها خلاف ما فان ذلك يعرفه رضا بلحاج ورئيس الجمهورية اما اذا كان خروجه من قصر قرطاج لغايات أخرى فذلك من حقه . وأوضح العكرمي أن بلحاج لعب طيلة الست أشهر الماضية دورا داخل "نداء تونس" وتقييمه العام سلبيا باعتبار انه حاول السيطرة على الحركة في التعيينات في الحكومة والدولة،كما قام باستعداء اغلب الوجوه المؤسسة والتاريخية في الحزب في عملية استقواء بموقعه برئاسة الجمهورية على حد تعبيره . وحول تأثير استقالة بلحاج على "نداء تونس" قال العكرمي اليوم "نداء تونس" اصبح شبه من الماضي وبقدر الاضرار التي حصلت للنداء فإنها حصلت لرضا بلحاج،وهذا في الأساس يعود لان رضا ليس شخصية سياسية وإنما شخصية إدارية» . واعتبر العكرمي ان بلحاج كان له الدور الاساسي وصاحب فكرة طرد اغلب الوجوه التاريخية والمؤسسة ل"نداء تونس" وهذا ما افرغ الحزب من محتواه وأخل بالتوازن السياسي داخل البلاد وخلق ازمة انعكست على كل شيء حسب قوله. وأكد العكرمي ان بلحاج لا يملك رصيدا يمكنه من مداواة الأعطاب التي خلفها واعادة الوهج للحزب اما اذا اراد الهروب الى الامام وقال انه خرج للاهتمام بالحزب فسيكون كمن شرب كوبا من الهواء على حد وصفه، متابعا»بلحاج كان من أكبر رؤوس الازمة وفاقدا للمصداقية بعد ان دمر الحزب وليست له القدرة على اعادة الناس الى حاضنة الحزب وهو مجرد من نفوذ رئاسة الجمهورية." وختم العكرمي كلامه قائلا "رضا بلحاج لم يقرأ «كليلة ودمنة» وإلا لما كان فهم أنه أكل يوم أكل الثور الأبيض". وكان مدير ديوان رئيس الجمهورية رضا بلحاج قد أعلن الاثنين الماضي عن استقالته عبر بيان وان لم يكشف من خلاله عن وجهته القادمة فقد اكد لرئيس الجمهورية بقاءه على ذمة الدولة والوطن. محمد صالح الربعاوي جريدة الصباح بتاريخ 03 فيفري 2016