تمكنت مختلف مصالح الأمن الجزائرية في الفترة الأخيرة من احباط عدة محاولات لتجنيد الشباب ضمن الجماعات الارهابية التي لا تزال تنشط في الجزائر، خاصة بالولايات التي كان سائدا فيها النشاط الإرهابي خلال ما يسمى العشرية السوداء، كالجزائر العاصمة، بومرداس، والبليدة في الوسط، برج بوعريريج، جيجل، سكيكدة، باتنة وتبسة في الشرق، بالإضافة إلى المعاقل التقليدية في تيزي وزو، وكذلك ولاية الوادي بالجنوب الشرقي على الحدود الليبية-الجزائرية. وبلغة الأرقام التي ذكرتها وزارة الدفاع الجزائرية، فقد قامت قوات الجيش الجزائري في ظرف أقل من شهرين، ب 35 عملية نوعية، فككت خلالها عددا كبيرا من شبكات الدعم والتجنيد لصالح المجموعات الإرهابية، سمحت بإيقاف 250 عنصرا على مستوى 11 ولاية فقط. وأفاد مصدر عسكري ل"الصباح" بأن شبكات الدعم والإسناد التي تقوم بتوفير المؤونة وجمع المعلومات وتجنيد عناصر جدد، باتت تعمد إلى اختيار ضحاياها من بين الشباب العاطل عن العمل والأكثر عرضة إلى الاستماع لخطاباتهم المتعلقة ب "الجهاد ضد الكفار، وإحياء مشروع الخلافة، وإقامة دولة الإسلام"، مبرزا أن شباب تونسوالجزائر والمغرب، أصبحوا هدفا سهلا لكل الجماعات الارهابية وبشكل خاص تنظيم «داعش» الارهابي، بدليل ان اكثر الجنسيات انضماما ل«داعش» الارهابي من التونسيين والمغاربة. وقال ان مصالح الأمن الجزائرية أجهضت عمليات التحاق شباب في مقتبل العمر بتركيا للعبور إلى سوريا، لكن في المقابل تمكن آخرون من الإفلات، وتمكنوا من الانضمام ل"داعش" ، غير أن عددهم يبقى قليلا جدا حيث قدرت وزارة الداخلية الجزائرية عددهم ب 100 عنصر. وأشار المسؤول الى ان الخطاب المعتمد من طرف شبكات التجنيد عبر مختلف وسائط التواصل الاجتماعي، يشبه إلى حد بعيد الخطاب والفتاوى المغرضة والخاطئة التي تم توظيفها زمن العشرية السوداء في بداية التسعينيات في الجزائر. الجزائر-كمال موساوي جريدة الصباح بتاريخ 14 ماي 2016