في إطار الإستعداد لموسم الأمطار وتحسبا لما يمكن أن ينجر عنها من سيول وفيضانات ومن أجل توفير شروط السلامة المرورية والحفاظ على البنية الأساسية. بادرت وزارة التجهيز إلى اتخاذ إجراءات استباقية على الصعيدين المركزي والجهوي تمثلت في القيام بالأشغال اللازمة لتعهد الطرقات والمسالك وتفقد جميع المنشآت المائية المركزة على الطرقات سواء كانت داخل أو خارج مناطق العمران وحصر المنشآت المائية التي ليست في حالة وظيفية مرضية. كما تدخلت الإدارات الجهوية للتجهيز في مختلف الجهات لتنظيف وجهر هذه المنشآت المائية ومجاري الأودية العابرة للمدن ودعت الوزارة على صفحتها الرسمية على "الفايس بوك" ممثليها في الجهات إلى إشعار السلط الجهوية المعنية بالحالات التي تتطلب التدخل العاجل وإلى التنسيق مع المصالح الجهوية للفلاحة من أجل اتخاذ الإحتياطات اللازمة لتكثيف برامج أشغال المحافظة على المياه والتربة على مستوى أحواض الصب العليا ورفع الترسبات المتراكمة من أوحال وحصى ورمل في مجاري الأودية وتكتسي العملية أهمية قصوى في ضوء ما لاحظته المصالح الفنية للتجهيز خلال السنوات الأخيرة من تراكم كميات هامة من الأتربة بالعديد من مجاري الأودية بمختلف مناطق البلاد مما قلص من سعة تدفقها وخروج مياه السيلان عن مساراتها ما أثر سلبا على شبكة الطرقات والمنشآت المائية من جسور ومعابر وكذلك منظومات حماية المدن من الفيضانات مثلما حدث بولايات زغوان والقيروان وسليانة والمنطقة السفلى لوادي مجردة خلال شهر نوفمبر 2011 وقررت وزارة التجهيز تعيين فريق قار على مستوى كل ولاية وتمكينه من المعدات الضرورية للتدخل السريع في حالة وقوع فيضانات أو سيول كبيرة وذلك بالتنسيق مع السلط الجهوية. وفي مجال صيانة منشآت الحماية من الفيضانات والإستعداد لمجابهة أمطار الخريف، تولت إدارة المياه العمرانية بوزارة التجهيز خلال الفترة الممتدة من جانفي إلى موفى جويلية الماضي جهر وتنظيف حوالي 1143 كلم من القنوات بمختلف أحجامهاومجاري الأودية والمجاري الفرعية ذات العلاقة بهذه المنشآت وصيانة وترميم ما يقارب 150 منشأة وقد قامت إدارة المياه العمرانية بهذه التدخلات عن طريق الموارد البشرية والمعدات المتوفرة لدى الإدارة في مراكز الصيانة بصفاقس وأريانة ونابل وعن طريق المقاولات ضمن عشر صفقات شملت تونس الكبرى وصفاقس ونابل وولايات جندوبة وباجة وسليانة والقيروان وسوسة وسيدي بوزيد وقفصة والمنستير وزغوان وقابس وتطاوين بالإضافة إلى مدن ببنزرت وماطر ونبر . وسيتواصل التدخل خلال شهري أوت وسبتمبر في جل المنشآت ومن المتوقع أن يتم في هذا الإطار جهر وتنظيف حوالي 340 كلم من المنشآت منها 200 كلم بصفة مباشرة عن طريق الموارد البشرية والمعدات التابعة للإدارة والبقية عن طريق المقاولات وتنبه الإدارة إلى أن هذا المجهود يبقى غير كاف بالنظر إلى الوضعية البيئية المتردية في العديد من المدن حيث تتراكم الفواضل على ضفاف الأودية وكذلك الأتربة في مجاري المياه بالشوارع والأنهج ما يفرض وجوب تدخل البلديات لتنظيف هذه المجاري بالإضافة إلى البالوعات وشبكات تصريف مياه الأمطار الراجعة لها بالنظر حتى تتمكن هذه المنشآت من أداء دورها عند نزول الأمطار.