أعادت تصريحات البرتغالي مانوال جوزي مدرب الأهلي المصري عقب خسارة فريقه أمام إنبي في كأس مصر الأربعاء الماضي إلى الأذهان الصورة الأخلاقية السلبية عنه، وأضافت بقعة سوداء جديدة في سجلات خروجه عن النص منذ قدومه إلى مصر لأول مرة وتولّيه تدريب الفريق الأحمر. وقال جوزي عقب مباراة إنبي: "أعطينا الفرصة للصحفيين لمهاجمتنا... وأنا قلت للاّعبين ألا تلتفت لكلامهم، إنهم قذرون". وأثارت تصريحات جوزي حفيظة الوسط الإعلامي، حتى أن رابطة النقاد الرياضيين تدرس مقاضاته بتهمة "السب والقذف". ولأنها ليست المرة الأولى التي يخرج فيه المدرب البرتغالي عن النص، هذا تركيز بأبرز التجاوزات الأخلاقية التي صدرت عن مدرب الأهلي.
ذراع جوزي.. وتبرير الأهلي تعتبر الواقعة الأبرز لتجاوزات جوزي تلك التي صدرت خلال مباراة أساك أبيدجان في دوري أبطال أفريقيا 2005، عندما قام بحركة مشينة بذراعه إلى حكم اللقاء وذلك عقب إحراز الأهلي هدفه الثاني، ردا على حصول محمد شوقي على إنذار ظن أنه سيبعده عن مباراة العودة. والأغرب من حركة جوزي كان رد فعل مسؤولي الأهلي، حيث برّر حسام البدري المدرب العام والقائم بأعمال مدير الكرة آنذاك فعلة جوزي بأنها حركة عادية جدا وتحدث في أفضل العائلات في أوروبا!
واقعة خلع الملابس في فيفري 2007، قدّم جوزي عن نفسه صورة سيئة للرياضيين أمام أعين الجميع عندما خلع معطفه وحل أزرار قميصه احتجاجا على حصول أنيس بوجلبان على بطاقة صفراء خلال مباراة الأهلي مع حرس الحدود. ولم تمر أيام حتى أخرج "الجزء الثاني" من العرض عندما قابل أحمد شوبير الذي كان في زيارة لمقر النادي لإجراء بعض التدريبات العلاجية في وحدة الطب الرياضي، ليثور عليه بعنف ويطرده من النادي وسط اندهاش الجميع.
عداء مع الصحفيين وبخلاف الوقائع التي رصدتها الأعين والكاميرات، لم يسر لسان جوزيه في طريق مختلف عن تصرفاته، إذ عرف عن المدرب التصريحات النارية واستخدام الألفاظ اللاذعة للرد على خصومه سواء كانوا مدربين أو إعلاميين. واعتاد جوزي فتح النار على الصحفيين والإعلاميين واتهامهم بالجهل، وسبق في حوار مع مجلة "سوبر" الإماراتية في 2009 أن قال إن معظم الصحفيين المصريين لا يفقهون شيئا في الكرة، مضيفا أنه "عندما كان يتطلب الأمر أن يسبّهم، كان يفعل دون تحفظ"، مما أثار رابطة النقاد الرياضيين لتقديم طلب بمنعه من دخول مصر. ومؤخرا هاجم المدرب البرتغالي الإعلامي مصطفى يونس لاعب الأهلي السابق بطريقة خارجة عن حدود اللياقة، عندما رد على سؤال الصحفيين حول يونس بالقول: "تزوجت وأنجبت.. والدور على من تزوج ولم ينجب!"
حتى زملاءه في المهنة لم يسلموا ! كما أن لجوزي تاريخ طويل من انتقاد زملائه المدربين في الفرق المنافسة، إذ سبق أن هاجم طه البصري عندما كان مدربا لإنبي عندما وصف الفريق بأنه "يلعب كرة شوارع"، كما وصف فاروق جعفر بأنه "ضرير لا يرى الملعب"، فيما هاجم شريف الخشاب ولاعبي غزل المحلة ووصفهم بأنهم "مصابون بأنفلونزا الطيور". وأخيرا، كان من الطبيعي أن ينال الحكام جانبا من "حب" جوزي لهم، فقد كان هجوم جوزي على حكام مباريات الفرق التي أدارها شيئا طبيعيا ومعتادا، حتى وصفته الصحف ب"عدو الحكام"، وكانت أبرز تصريحاته المهاجمة لحكام السعودية عندما كان مدربا لاتحاد جدة، حيث قال إن الحكام يشجعون الهلال، وهو ما تسبب آنذاك في بلبلة واسعة وأزمة كبيرة على أعلى مستوى، دفعه إلى تقديم الاعتذار وإلقاء المسؤولية على خطأ في الترجمة!