رغم مرارة تقبل واقع التواجد ضمن فرق الرابطة الثانية لأول مرة منذ تأسيس الفريق، فإن بعضا من رجالات الملعب التونسي استفاقوا سريعا من الصدمة و انطلقوا منذ فترة طويلة في الإعداد للموسم الجديد و الاستعداد لخلافة غازي بن تونس الذي قرر عدم المواصلة بعد موسم صعب شكل كابوسا قاتلا لعشاق فريق البايات. الرابع من أوت القادم سيكون موعدا للجلسة الانتخابية التي ستشهد تزكية القائمة الوحيدة لجلال بن عيسى الذي لم يفكر طويلا قبل اتخاذ قرار تحمل وزر مسؤولية إعادة "البقلاوة" إلى مكانها الطبيعي. المرشح القديم الجديد لهذه الخطة فتح قلبه ل"الصباح نيوز" و تحدث عن أسباب إقدامه على هذه الخطوة و عن أولويات الموسم القادم و عن وعن علاقة الفريق بالهياكل الرياضية و عن الميركاتو و شبان النادي فكان الحوار التالي: قبل أسبوع من الجلسة الانتخابية، هل لنا أن نعرف نسبة تقدم إعداد القائمة التي ستدخل بها السباق؟ يمكن التأكيد على أن القائمة الجديدة باتت جاهزة و لم تبق إلا جزئيات بسيطة متعلقة بالوثائق الخاصة بالأعضاء سيتكفل الأستاذ أنيس الباجي بإعدادها ليتم تقديم الترشح غدا صباحا أو على أقصى تقدير صبيحة الجمعة. و قد عملنا على أن تجمع القائمة الجديدة بين خبرة الرؤساء القدامى كمحمد الدرويش و رؤوف قيقة و الوزن المالي من خلال ضم بعض رجال الأعمال دون نسيان طموح الشباب الذين سيتواجدون ضمن كل اللجان التي ستشكل مباشرة بعد الانتخابات و التي انطلقنا في الإعداد لها منذ فترة حتى نتجنب "الرعوانية" في التسيير و نضمن أعلى قدر من نسب النجاح لمهمتنا الجديدة. الملاحظ أن السنوات الأخيرة شهدت عزوفا كبيرا عن تحمل مسؤولية نتيجة غياب الدعم و الضرب تحت الحزام، ألم يثنيك كل هذا عن تحمل المسؤولية و هل وجدتم صعوبة في تشكيل الفريق العامل معكم؟ صحيح أن هناك عزوفا كبيرا عن تحمل مسؤولية رئاسة الفريق نتيجة الأعباء المالية الكبيرة لهذه الخطة و المتطلبات المتعددة لكرة الاحتراف هذه، ولكن عندما يتعلق الأمر بإنقاذ الملعب التونسي و إعادته للواجهة تنتفي لغة العقل و تجد نفسك أمام حتمية تلبية نداء الواجب للفريق الذي نتنفس عشقه و الذي كان له الفضل في ما نحن عليه اليوم. بعد أن عبر الرئيس الشرعي غازي بن تونس عن عدم رغبته في المواصلة، تحركنا في كل الاتجاهات رفقة محمد الدرويش و رؤوف قيقة بمساعدة كاملة و غير مشروطة من الرئيس السابق و نائبه محمد المداني و هنا لا بد من توجيه تحية شكر لهما على كل ما قدماه للفريق و على تسهيل مهمتنا حتى نعد العدة للموسم الجديد، و تحادثنا مع كل رجالات النادي باستثناء الذين لم نتمكن من الاتصال بهم و عرضنا علهم فكرة رئاسة الجمعية و لكنهم اعتذروا و اقترحوا عليا هذه الخطة فاشترطت التحاقهم بالهيئة الجديدة و الوقوف إلى جانبها فاستجاب البعض منهم و تعهد البقية بالمساندة من الخارج عن طريق لجنة مساعدة سيقع محاولة تأطير عملها لاحقا. بدأنا العمل و صراحة لم أجد صعوبة في تشكيل القائمة و أعلنا حالة الطوارئ من أجل أن نعيد قلعتنا الكبيرة إلى مكانها الطبيعي، عينا المدرب و قمنا بانتدابات قيمة و اعددنا برنامج التحضيرات في انتظار خطوات و ملفات أخرى سننكب عليها بمجرد تسلم مهامنا بصفة رسمية. سمعنا كثيرا عن لجنة الدعم و المساندة و لكن مساهمتها الفعلية في دعم خزينة النادي ضلت ضعيفة إن لم نقل منعدمة، فهل قرأتم حسابا لهذا؟ عزوف رجالات النادي عن دعم الفريق يعود أساسا إلى غياب سياسة تواصل و تشاور واضحة بينهم و بين الهيئات السابقة و هذا ما سنعمل على تلافيه مستقبلا، فرئيس الملعب التونسي يجب أن يعي أنه رئيس عائلة كبيرة و من هذا المنطلق عليهم أن يتواصل مع الجميع و أن يتقاسم الأفكار و القرارات مع كبارات النادي ووقتها سينخرطون طواعية في خدمة ناديهم. كما أننا سنسعى لتطوير القانون الأساسي لجمعيتنا حتى يتماشى مع تطورات المشهد الرياضي الحالي و حتى يمكن تأطير لجان الدعم و المساندة على غرار ما هو موجود في بعض الفرق الأخرى. ... و ماذا عن أولويات الفترة القادمة؟ نهاية الموسم الماضي شكلت كابوسا مؤلما و مرعبا لكل "الستادستية" الذين لم يقتنعوا بعد بأن فريقهم سيلعب الموسم الحالي في الرابطة الثانية، حتى أن كثيرا منهم راسلونا من أجل إيجاد حل مع الهياكل الرياضية لإبقاء "البقلاوة" في الرابطة الأولى، و هذا أمر منطقي بما يعنيه الملعب التونسي في المشهد الرياضي بصفة عامة، و لكننا كمسؤولين كنا أكثر واقعية و لم ننتظر كثيرا و تحركنا من أجل سد الفراغ و ضمان عودة سريعة إلى قسم النخبة و لهذا أعلنا حالة الطوارئ و وضعنا الصعود كأولوية بالنسبة للموسم القادم مع تكوين فريق قوي يمكنه أن يكون ضمن الفرق الأربعة الكبرى في البطولة. كما أننا سنعمل على فتح صفحة جديدة مع الجامعة التونسية لكرة القدم و الرابطة الوطنية لكرة القدم خاصة بعد الفتور الذي أصباها في نهاية الموسم على إثر العقوبات القاسية و الظالمة التي تعرض لها فريقنا. هنا أود أن أسالك عن موقفك من قرار الانسحاب من البطولة؟ لقد وقعت عليه عن اقتناع تام لأنني لا يمكن أن أتغافل أو أتسامح مع من يريد النيل من حق فريقي، صحيح أن بعض من أبنائنا أخطؤا و لكن هذا لا يمكن أن يبرر شطبهم النهائي. ورغم كل هذا فإنه من الضروري أن نفتح صفحة جديدة مع الجامعة و الرابطة قوامها الاحترام المتبادل. ندخل الآن إلى الجانب الفني لنفتح ملف الميركاتو، هل حققتم اكتفاءكم أم مازال الملف مفتوحا؟ انتدبنا إلى غاية اللحظة و بالتشاور مع المدرب هشام النصيبي سبعة لاعبين هم خليل مرعي و نديم بن ثابت و بسام البولعابي و نبيل الميساوي و خليل الجلاصي و زياد بن سالم و أمير الصباحي و سنوقع في الساعات القادمة مع مدافعنا السابق أمير الدريدي في انتظار انتدابيين أخريين لظهير أيسر و جناح أيسر سيكونان ختام الميركاتو. و بذلك نكون قد وفقنا في تكوين مجموعة متناغمة بإمكانها تحقيق العودة إلى "الناسيونال". و ماذا عن امكانية التفريط في بعض اللاعبين على غرار محمد بن علي؟ هنا لا بد من توضيح أمر مهم و هو أنني أرفض بصفة قطيعة التفريط في ثروات الملعب التونسي و لن نسمح بخروج أي لاعب بل على العكس فإننا جددنا عقد بن علي و و المولدي الحناشي و أمضينا عقودا لبعض الشبان و سنواصل هذه السياسية لأنني أرفض ان يكون بيننا لاعب ينتهي عقده الموسم القادم. مادمت بصدد الحديث عن مواهب النادي ، كلام كثير و اتهامات خطيرة لبعض المسؤولين عن فرع الشبان. فهل من توضيح؟ صحيح أن الأمور لا تسر في فرع الشبان و لذلك سارعنا بوضع برنامج خاص لهذا الفرع سيكون تحت إشراف النائب الثاني للرئيس مع إدارة خاصة و مستقلة سيكون على رأسها إما مدير فني أجنبي مع مدير فني مساعد تونسي أو مدير فني تونسي يكون محاضرا لدى "الفيفا". كما سنفرض أن يكون مدربو الأصناف الشابة من أصحاب الدرجة الثالثة في التدريب مع تشكيل لجنة فنية مستقلة تهتم بتتبع مواهب الفريق و ترصد مشاكل الفرع و سيكون تواصلها مباشرة مع الرئيس. كما سنكون الفريق الأول الذي ينطلق في تمكين شبانه من دروس دورية في احترام الحكام و المنافسين و الهياكل الرياضية. و ماذا عن "وحيد الحيدوسي"؟ شخصيا ليست لي مشاكل مع وحيد الحيدوسي و قد سبق له و أن عمل معي سابقا و لا يمكن أن أتهمه بأي شيء و لكنه عليه أن يتفهم أننا مقبلون على مرحلة جديدة تحتاج إلى رؤى و أشخاص جدد و عليه فإنه لن يواصلنا المسيرة معنا و نحن نشكره على كل ما قدمه لخدمة شباب الفريق. لم نختر البديل بعد و لكنني أحبذ أن يكون معوضه أجنبيا و القرار النهائي سيتم اتخاذه بعد التشاور مع أعضاء الهيئة المديرة. رسائل الختام لمن توجهها؟ أولها سيكون موجها لجماهيرنا العزيزة و التي نطلب منها بكل لطف مواصلة الوقوف وراء الفريق من خلال حضور التمارين و الإقبال على اقتناء الاشتراكات حتى يساهموا في دعم خزينة النادي خاصة و أن الموارد القارة ستتأثر بنزولنا إلى الرابطة الثانية. و ثاني الرسائل أوجهها لكل المسؤولين السابقين و الحاليين للالتحاق بالهيئة المديرة التي ستفتح ذراعيها لكل الاقتراحات و لكل نقد بناء و لكل فكرة من شانها خدمة فريقنا الذي يجب أن يتخطى بسرعة هذه المنحة و أن يعود سريعا إلى سالف إشعاعه و أن متأكد من هذا.