نفى منير بن صالحة محامي المخلوع زين العابدين بن علي وجود مفاوضات بين تونس وموكله بهدف عودته إلى تونس، لكنه أشار في المقابل إلى وجود مبادرات ووساطات يقودها حقوقيون ومنظمات مدنية محلية ودولية كي يحظى الرئيس الأسبق بمحاكمة عادلة في بلاده، مشيرا إلى أن بن علي يحظى حاليا بشعبية كبيرة في تونس. وكان الباحث التونسي المقيم في سويسرا سامي الجلولي تحدث عن «عودة وشيكة» للرئيس السابق زين العابدين بن علي إلى تونس، مشيرا إلى وجود وساطة تقوم بها إحدى المنظمات السويسرية غير الحكومية في هذا الشأن. إلا أن بن صالحة أكد في تصريح خاص ب«القدس العربي» أن ما قاله الجلولي فيما يتعلق بعودة بن علي «لا أساس له من الصحة»، لكنه أشار إلى أن الجلولي اتصل به مؤخرا لبحث هذا الملف ، مشيرا إلى أن «الجلولي يمثل منظمة سويسرية غير حكومية وتحركه يدخل في إطار التحرك التلقائي الجمعياتي الداخلي والخارجي غير الرسمي فيما يتعلق بملف عودة الرئيس السابق». وأضاف «على حد علمي ليست هناك أطراف من الدولة التونسية أو سياسيين تونسيين تواصلوا مع بن علي، لكن حقوقيين وناشطين في المجتمع المدني ومنظمات مدنية داخل تونس وخارجها يقودون مبادرات ووساطات كي يحظى الرئيس السابق بمحاكمة عادلة، ويخرج أيضا من قائمة التشفي والانتقام والتحريض والشيطنة، وهؤلاء كلهم متحمسون لعودته التي يعتبرون أن فيها مصلحة لتونس وهم يحاولون مد يد المساعدة في هذا المجال، لكن في إطار التحرك التلقائي غير الرسمي، كما أسلفت». وأشار بن صالحه إلى أن بن علي ما زال يرفض العودة إلى تونس «في ظل غياب شروط المحاكمة العادلة، كما يرفض التعامل مع هيئة الحقيقة والكرامة، وخاصة هيئة المصالحة التابعة لها لأن أعضاءها هم خصوم قدامى للرئيس السابق وأعلنوا عداءهم الواضح والصريح له في وسائل الإعلام، وبالتالي لا ثقة لنا بهم ولا يمكن أن يكونوا قضاة موضوعيين، والقاضي لا بد أن يكون محايدا وموضوعيا بعيدا عن النزاع، وعندما يتحول إلى عدو للمتهم فإن الأخير يفقد كل ثقة فيه ويجرح في أحكامه، وهذا ما حصل فنحن جرحنا في هيئة المصالحة ولا ثقة لنا بها ونصر على عدم اللجوء إليها». وحول لجوء عدد من أفراد عائلة بن علي للتصالح مع الدولة عبر هيئة الحقيقة والكرامة، قال بن صالحة «بالنسبة للرئيس الأسبق وضعيته تختلف تماما عن بقية أسرته، فأصهاره مثل سليم سيبوب وعماد الطرابلسي مثلا وضعيتهم لا يمكن أن تقارن بوضعية الرئيس الأسبق التي تغلب عليها السياسة وتتداخل فيها أحزاب وجهات عديدة دفعت إلى تصعيد الموقف والتشفي والانتقام، ولذلك هو يرفض اللجوء إلى الهيئة في حين أن بقية أسرة الرئيس هم أحرار من حقهم أن يطرقوا الأبواب التي يرون أنها صالحة لقضيتهم». واعتبر بن صالحة أن بن علي «يحظى اليوم بشعبية كبيرة في الشارع التونسي ولو ترشح اليوم للانتخابات الرئاسية لفاز بنسبة كبيرة، لأن هناك قطاعا واسعا من التونسيين يعتبرون أن هذا الرجل لم يقدم إلا الخير لتونس وبالتالي فله شعبية كبرى في الشارع التونسي» (القدس العربي )