بعد التصريحات التي فجرها وزير الشؤون الدينية عبد الجليل سالم والتي كانت السبب في اقالته من منصبه هنالك أطراف اعتبرت أن الوزير كان جريئا ليفجر مثل تلك التصريحات بينما اعتبر البعض الآخر أن قرار الحكومة كان قرارا صائبا. ومن بين المؤيدين لقرار رئيس الحكومة الكاتب العام لنقابة الأئمة ورئيس النقابة الوطنية للإطارات الدينية الفاضل عاشور الذي اعتبر في تصريح ل"الصباح نيوز" أن النقابة توافق رئاسة الحكومة في اتخاذ قرار اقالة وزير الشؤون الدينية من منطلق الحفاظ على العلاقات الثنائية والشراكة مع المملكة السعودية التي تعتبر حليفة تونس في مواجهة الإرهاب الفكري و المادي. مضيفا أن موقف الوزير شخصي ولا يمثل الحكومة ولا الوزارة ولا منظوريه. واتهم محدثنا الوزير بخدمة أغراضه الشخصية دون مراعاة مصلحة منظوريه وليس خدمة هذا القطاع الحساس رغم وجود العديد من التشكيات والعراقيل. وتابع بالقول بأن تصريحات الوزير تدخل في خانة الخبث السياسي، لأنه شعر أن هناك تحوير وزاري مرتقب فخرج بتلك التصريحات لتغييب ماضيه الذي تحوم حوله شبهة الظلامية والتشيّع. مضيفا أن عدد كبير من مكونات المجتمع المدني بينهم نقابة الأئمة كانت رافضة اشراف عبد الجليل سالم على زارة الشؤون الدينية لأنه لا يحمل رؤية ولا برنامج اصلاحي وقد جاء تعيينه مسقطا على الوزارة، فضلا عن أنه لم يقدم أية اصلاحات جوهرية بالوزارة لا بل عطّل الموارد المالية المرصودة لبرنامج هام لوزارة الشؤون الدينية يتضمن 26 نقطة لمواجهة الفكر المتطرف والظلامية وهذا يطرح أكثر من تساؤل؟ واشار عاشور الى أن من أهم النقاط في ذلك البرنامج الوطني الرائد والذي يمتد على ثلاث سنوات الإشراف على 100 ألف حافظ للقرآن وتقديم دروس بالمساجد وتكوين موقع الكتروني للإجابة على التساؤلات الشبابية المتعلقة بالمسائل الدينية مع توفير موقع واب يحتوي على مكتبة رقمية. وختم بالقول "أن نقابة الأئمة تنتظر اليوم اصلاحات جوهرية لتحييد الوزارة والمساجد من كل توظيف حزبي واديولوجي والعمل على احياء المنهج الزيتوني كضمان لوحدتنا العقائدية والإثنية (الأقليات الدينية) وفتح ملف الأئمة فيما يتعلق بالإنتداب والتكوين والرسكلة واحاطتهم قانونيا واجتماعيا."