ان المتابع لأشغال الجلسة العامة لمجلس نواب الشعب للمداولة حول مشروع قانون المالية لسنة 2017 لاحظ "الهجوم الكاسح" لعدد من نواب حركة النهضة على رئيس الحكومة يوسف الشاهد بل ان اغلب تدخلاتهم ان لم يكن كلها انتقدت مشروع قانون المالية وشككت في خيارات الحكومة. انتقادات دفعت البعض الى القول ان هجوم نواب الحركة كان ممنهجا ولم يكن عفويا باعتبار ان كل نائب تعرض الى جزئيات معينة وكأن النهضة ليست ركيزة هامة في حكومة الوحدة الوطنية وهو ما طرح عديد التساؤلات. وفي هذا السياق، قال النائب عن حركة النهضة الصحبي عتيق، خلال مداولات الجلسة العامة لمجلس نواب الشعب المخصصة لمناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2017، أنه ليس هنالك نية في مشروع قانون المالية لسنة 2017 في مكافحة الفساد بالقطاع الديواني. وأضاف خلال مداخلته أنه ليس هنالك تناسق بين مشروع قانون المالية وميزانية الدولة بالنسبة للسنة القادمة. ومن جهتها ، قالت النائبة عن النهضة بسمة الجبالي ، أنه على الحكومة مراجعة بعض التقديرات وتساءلت موجهة كلامها لرئيس الحكومة "أين التشغيل؟ أين التنمية الجهوية؟ أين محاربة الفساد؟ أين الاستثمار في مشروع قانون المالية لسنة 2017 ؟. ومن جانبها قالت النائبة فريدة العبيدي، أنه ليس هنالك توجه حقيقي لمكافحة الفساد.وأضافت أن إعداد الميزانية غلب عليها الطابع السياسي، مضيفة أن هنالك صعوبات اقتصادية وظروف اجتماعية صعبة. واعتبر النائب البشير اللزام ان مشروع قانون المالية لسنة 2017 لا يترجم على سبيل المثال سياسة واضحة للإرتقاء بمنظومة الطفولة جميلة الجويني قالت بدورها في مداخلتها " لم نلمس من مشروع قانون المالية لسنة 2017 نية حقيقية في خلق مواطن الشغل وحل مشكل المناطق الداخلية المهمشة." وتساءل لخضر العجيلي : كيف لا يكون مشروع الميزانية لسنة 2017 منسجما مع مبادئ وثيقة قرطاج؟. وقالت محرزية العبيدي ان المواطن "الزوالي" بصدد الاحتراق الان ومن يحترق فعليا الشباب والنساء وطالبت بمزيد التفكير في المواطن في مشروع الميزانية . وأضافت محرزية أن المواطن أصبح يعيش في ثنائية مطبقة فإما يدرس أطفاله أو يوفر لهم المأكل، أو أن يوفر السكن اللائق أو يفكر في مستقبل أولاده. وأكدت العبيدي أن المواطن العادي يحترق بالفعل. وطالبت العبيدي بإرساء عدالة جبائية وإيجاد حل في التهرب الضريبي، مضيفة أنه يجب القيام بإجراءات واصلاحات عميقة في هذا المجال. ويبقى السؤال المطروح هو ، هل ان تدخلات نواب حركة النهضة تاتي فقط لذر الرماد على العيون ليصوتوا في نهاية المطاف لفائدة مشروع الميزانية ؟ ،لماذا تعمد النهضة الى هذا النهج وهي احد اعمدة "الحزام" السياسي للحكومة الوطنية ؟ ، لماذا تضع النهضة "ساق" في المعارضة و"ساق" في الحكومة ؟ ،الى متى ستواصل الحركة هذا "التكتيك" ام ان غايتها انتخابية بحتة للشروع في حملتها مبكرا رغم ان موعد الانتخابات البلدية مازال في حكم المجهول .