توافد اليوم الخميس عدد هام من المعلمين والأساتذة من مختلف جهات الجمهورية للمشاركة في التجمع الاحتجاجي الوطني الذي انتظم أمام وزارة التربية بالعاصمة تحت شعار "من أجل كرامة المربي .. من أجل الدفاع عن المدرسة العمومية" وبدعوة من النقابة العامة للتعليم الثانوي والنقابة العامة للتعليم الأساسي. ورفع المحتجون، الذين احتشدوا أمام مقر الوزارة قبل ان ينطلقوا في مسيرة باتجاه ساحة القصبة أمام مقر رئاسة الحكومة، شعارات مختلفة على غرار "كرامتكم شعاركم ومدرستكم أمانتكم التاريخية" و"كرامة المربين فوق كل اعتبار" و"من أجل إصلاح حقيقي وشامل للمنظومة التربوية" و"لا لسياسة التسويف والمماطلة" و"لا لشروط صناديق النقد الدولية» و»لا لشطحات الوزير وبهلوانياته الاعلامية»، إلى جانب شعارات تطالب برحيل وزير التربية ناجي جلول. وقال الكاتب العام المساعد للنقابة العامة للتعليم الثانوي، نجيب السلامي، في تصريح ل(وات) ان هذا التجمع الاحتجاجي المشترك لمربي التعليم الأساسي والثانوي «يترجم الغضب العميق في صفوف عشرات الآلاف من المعلمين والأساتذة جراء تعرضهم للإهانة من قبل وزير التربية الذي يواصل المس من كرامتهم من خلال تصريحاته الاعلامية غير المسؤولة»، منبها إلى تصاعد حالة التوتر في كافة المؤسسات التربوية في ظل تواصل هذا الوضع واستحالة التواصل مع سلطة الإشراف. وأضاف ان هذه الوقفة مثلت فرصة أيضا لتجديد المربين مطالبتهم بإصلاح جوهري وشامل للمنظومة التربوية ترعاه اللجنة الثلاثية المكلفة بذلك دون تدخل من وزير التربية، وتأكيد استعدادهم للدفاع عن المدرسة العمومية ومجانيتها، منددا بمحاولات الخوصصة والتفويت فيها وحرمان أبناء التونسيين من مرافقها المجانية لا سيما من خلال إحداث ديوان الخدمات المدرسية، وفق رؤيته. وبين ان قرار إحداث ديوان الخدمات المدرسية الذي دخل حيز التطبيق، تم اتخاذه بصفة انفرادية من قبل وزير التربية، وتم بموجبه تكليف خواص بتأمين الأكلة للتلاميذ، معتبرا ان إقحام القطاع الخاص في تقديم الخدمات المدرسية العمومية وراءه غايات ربحية لأطراف أخرى ومن شأنه ان يثقل ميزانية الدولة، وفق قوله. ويجدد المربون من خلال هذه الوفقة الاحتجاجية المشتركة، «مطالبتهم لرئاسة الحكومة بتحمل مسؤوليتها لإيجاد البدائل الكفيلة بحماية مسار السنة الدراسية وصون مصلحة التلميذ وحفظ حقه في تعليم عمومي مجاني ذي جودة، كما يؤكدون التجند المطلق للتصدي للخيارات التربوية والاجتماعية والسياسية التي تستهدف مكونات المنظومة التربوية، والذود عن إصلاح تربوي حقيقي يضع حدا لسياسات الوزير الارتجالية الملتفة على مسار الاصلاح التربوي التشاركي والرامية إلى توظيفه في خدمة خيارات لاعلاقة له بها»، وفق بلاغ مشترك صادر الاربعاء عن النقابتين. يذكر أن هذا التجمع الاحتجاجي المشترك يأتي عقب سلسلة من الاضرابات الإقليمية التي نفذها مدرسو التعليم الأساسي والثانوي بكافة الولايات طيلة الأسبوعين الأخيرين من شهر ديسمبر المنقضي، وكان آخرها يوم 5 جانفي الحالي بولايات الجنوب.
