تكرّرت دعوات القتال في المدّة الأخيرة من قبل عناصر محسوبة على التيار السلفي، وكنّا قد نشرنا مقالا ليلة أمس الخميس حول ما جاء على لسان إمام جامع النور ورفعه لكفنه على الهواء مباشرة في قناة التونسية. وفي هذا السياق، أفادنا الشيخ عبد الفتاح مورو في اتصال هاتفي أنّ ما قاله أمس الإمام يعتبر انزلاقا خطيرا، قائلا: "لا ينبغي أن نتكلّم عن القتال فدعوة من ادعى بأنّه إمام لجامع لا مبرّر له وليس من مبادئنا الإسلامية". وأضاف بأنّه لا ينبغي أن يسكت عن هذا الوضع الذي أصبحت تعيشه البلاد من وصف التونسي لأخيه بالعدوّ والدعوات المتتالية للقتال ، معتبرا أنّ كلّ هذا فكر خاطئ لدى بعض الأشخاص. وأكّد مورو بأنّ بعض الأطراف السياسية تريد التنكيد على الترويكا وتهدّد في حركة النهضة، داعيا الشعب التونسي إلى الوقوف يدا واحدة. وأضاف بأنّ القانون اليوم يفرض على الجميع بأن يتحاوروا مع بعضهم البعض باعتبار أنّ مجموعة كبيرة من الشباب تمّ التغرير بهم من قبل مجموعات محسوبة على التيار السلفي. وفيما يتعلّق بدعوة إمام جامع النور لجميع السلفيين بالقتال، قال أنّ هذا الشخص ليس شيخا ولا علاقة له بالدين الإسلامي ولا بالمشيخة لما يقوم به من تحريض للمؤمنين على التباغض والقتال. وأضاف بأنّ هؤلاء الذين يدعون للجهاد هم متطفلون ومتشنجون وأعداء لمجتمعهم وعلى الشباب أن يعود إلى دينه ويضبط نفسه ولا ينجرّ وراءهم. وبيّن أيضا أنّ هذا الإمام يوجّه في أحاديث فضفاضة يمكن أن تكون تحت وطأة الجهل، قائلا : "لا يسمح له بأن يوجّه تهديدات إلى الشعب التونسي وإن كان أمثاله قد قاموا بتنصيبه إماما فلا خير فيه ولا فيهم ولا يحقّ له أن يكون مرشدا". أمّا فيما يهمّ اتهام إمام جامع النور "لحركة الهضة بأنّها كافرة واتخذت من أمريكا ربّا لها" ، قال مورو:" حركة النهضة طرف سياسي وما يحزّ في نفسي أن يقع تقديم صورة خاطئة عن الإسلام والمسلمين وهذا يدخل تحت طائلة القانون". وعن الأشخاص الذين توفظوا في حوادث مختلفة بسبب أطراف سلفية، بيّن مورو استنكاره لتلك الحوادث معبّرا عن أسفه لما أصبح عليه حال التونسيين اليوم الذين يتقاتلون فيما بينهم. ومن جهة أخرى، توجّه مورو برسالة إلى السياسيين مفادها : "إيّاكم من ضرب حركة النهضة فالكيان الوطني مستهدف الآن". كما طالب مختلف الأطراف السياسية بمآزرة الحكومة التي تحتاج المساندة في حربها ضدّ الإرهاب.