تصريحاتي كانت محرارا سياسيا كشفت مدى هوة الانشقاق الحاد داخل النهضة بين البراغماتيين والمتشددين، فالمعركة الحقيقية الآن هي داخل النهضة وليست بين النداء والنهضة هذا ما دونه الشيخ فريد الباجي عبر صفحته الرسمية على الفايس بوك في رده على تصريحات القيادي بحركة النهضة عبد اللطيف المكي وأضاف فريد الباجي " لم أستغرب أن يكون الردّ على تصريحاتي مطولا ومبتذلا من عبد اللطيف المكي وهو المعروف بدعوته الصريحة منذ مدة ليست بالبعيدة لإعادة النظر في التشارك الحكومي والتوافق الوطني بين النهضة والنداء،وذلك أنه يقود شقا متشددا لم يقبل بهذا التوافق،وقد كشف ذلك بنفسه أثناء رده علي حيث قال:إن هذا التوافق تسبب في جدل حاد داخلها. ومعلوم أن هذا الشق أغلبه يضم القواعد والقيادات التي لم تحظ بنصيبها في التعيينات وتقسيم الكعكة،ومن ضمنهم أيضا الشق الميداني الذي كان في التسعينات يعمل تحت نظرية" إطلاق المبادرة أو تحرير المبادرة" ومعناها التفويض من بعض القيادات للقواعد بالقيام بضربات إرهابية في حالة سجن القيادات بدون الرجوع إلى أمر مباشر كما وقع ذلك في العملية الإرهابية بباب سويقة وتم فيها حرق مواطنيين تونسيين،ومن اطلع على التعليقات أثناء الهجوم علي يتأكد من شدة غضب هذا الشق من سياسة الغنوشي العلمانية البراغماتية والتي تطورت سياسيا من كون الباجي قائد السبسي أخطر من السلفية إلى التوافق داخل حكومة وحدة وطنية مع النداء الذي أسسه الباجي قائد السبسي،بينما حركة نداء تونس بقيادة حافظ قائد السبسي موحدة قيادة وقواعد في دعم هذا التوافق لما فيه من الاستقرار في الدولة والمجتمع،وعليه هل سينجح الغنوشي في ترويض هذا المارد المكبوت كما نجح حافظ في توحيد حزب النداء الشرعي نحو التوافق ودعم حكومة الشاهد حتى النهاية، وعليه ينبغي أن يكون واضحا لدى الشعب التونسي أن تهديد الوحدة الوطنية ليست من النداء ولكن من داخل حركة النهضة ومن عبد اللطيف المكي تحديدا ومن يدعمه من المتشددين الذين يصطادون في الماء العكر ويدعون إلى إعادة النظر في التوافق الحكومي الحضاري كل مرة،ومن هنا أقول لهؤلاء :رمتني بدائها وانسلت. وهو مثل عربي يطلق على من يعير غيره بعيب هو فيه وليس في خصمه،وأخيرا أؤكد أن حزب النداء ليست عنده ازدواجية الخطاب بل نحن مع التوافق ومع صندوق الاقتراع وضد الاقصاء اللاقانوني واللادستوري"