انطلقت عشية أمس الجمعة بفضاء دار الثقافة بجدليان (ولاية القصرين) ، فعاليات الدورة 20 من المهرجان الدولي "خيمة علي بن غذاهم للشعر العربي الحديث "، بباقة من العروض التنشيطية والترفيهية والثقافية وبمشاركة ثلة من الشعراء والنقاد القادمين من فرنسا وإيطاليا والمغرب والجزائر والسودان وفلسطين إلى جانب أساتذة ونقاد وشعراء من مختلف ربوع البلاد التونسية .ويتخلّل هذه الدورة التي تحمل شعار "علاقة الشعر بباقي الفنون"، معارض للكتب وأخرى للصناعات التقليدية وسهرات فنية يؤثثها فنانون من المغرب العربي على غرار جمال مودي، من الجزائر ونورالدين فرح، من المغرب و شيراز الجزيري، من تونس. ويتضمن برنامج التظاهرة، أمسيات شعرية وندوات علمية تتعلق بمحور الدورة وحلقات نقاش حول المسائل التنموية بمنطقة جدليان، وفق ما ذكره لمراسلة (وات)، مدير المهرجان ورئيس جمعية خيمة علي بن غذاهم للشعر العربي الحديث، الشاعر عبد الكريم الخالقي .وأضاف أن هذه الدورة تعمل خاصة على كسر الصورة السوداء عن ولاية القصرين والتأكيد للجميع ان هذه الربوع ليست محضنة للإرهاب بل هي أرض للشعراء والمبدعين والثقافة ومنطقة يطيب فيها العيش.وذكر نفس المصدر أن " الأهداف الرئيسية للمهرجان تكمن خاصة في حماية التراث اللامادي من الاندثار وتثمينه وتعزيز حضوره في باقي الفنون، على غرار الموسيقى والفن التشكيلي والمسرح والسينما"ومن جانبه أ كدّ المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالقصرين، محجوب قرمازي، أن "خيمة علي بن غذاهم تعد محطة من المحطات الرئيسية في الخارطة الثقافية الوطنية لا الجهوية فقط نظرا لقيمتها وخصوصّيتها ولنوعية الضيوف الوافدة عليها، فضلا عن الحراك الاقتصادي والثقافي والجمالي الذي تضخه داخل مدينة جدليان وولاية القصرين والبلاد التونسية ككل"، حسب رأيه .وأضاف القرمازي " من شأن هذا المهرجان أن يصنع حياة جديدة لمدينة جدليان وأن يصبح علامتها المميزة في كافة أنحاء العالم"، وفق تقديره.واعتبر الشاعر التونسي أصيل جهة جدليان، نزار حميدي ، الذي واكب مجمل دورات هذه التظاهرة ، أن "هذه الخيمة تمثل مشهدا من مشاهد الثقافة في ولاية القصرين ومنارة ثقافية كبرى وشمعة مضاءة بكامل ربوع البلاد التونسية، يحج إليها كل الشعراء من كافة أنحاء الوطن العربي وكذلك من العالم"، موجها بالمناسبة رسالة إلى وزارة الشؤون الثقافية لمزيد دعم هذا المهرجان وتطويره لما له من إيجابيات على المستوى الثقافي والأمني والسياحي والتربوي، وفق تصوره.وسيكون هذا المهرجان فرصة لتعريف ضيوفه من الشعراء والفنانين والنقاد والمبدعين بما تزخر به ربوع ولاية القصرين من مواقع أثرية ومناظر طبيعية خلاّبة، وذلك من خلال زيارات استطلاعية إلى كل من الموقع الأثري بسبيطلة والمنطقة الجبلية "بعين السلسلة" بمعتمدية العيون.جدير بالذكر أنه سيتم خلال هذه الدورة إبرام اتفاقية توأمة بين جمعية خيمة علي بن غذاهم للشعر العربي الحديث بجدليان والجمعية الأوروبية للشعر، تهدف بالخصوص إلى تعزيز التبادل الثقافي ودعم السياحة الثقافية بين الطرفين.(وات)