واشنطن - الصباح نيوز/ من مبعوثنا : حافظ الغريبي في توقيت مفصلي تأتي زيارة يوسف الشاهد التي تبتدأ اليوم الاثنين ، زيارة لرئيس حكومة وحدة وطنية منبثقة عن مجلس نواب الشعب المنتخب انتخابا حرا ونزيها وفق دستور جديد أهّل تونس للخروج من مصاف الديمقراطيات الناشئة الى مصاف الديمقرطيات الشابة المتكاملة.. زيارة هي الثانية لرئيس حكومة بعد زيارة مضت لرئيس حكومة التكنوقراط التي أمّنت الانتقال الديمقراطي وأقنع رئيسها خلال زيارته واشنطنالأمريكان بضرورة دعم تونس وهو ما تم لكن الدعم مع حلول دونالد ترامب لم يعد نفس دعم باراك اوباما وأولويات حكم ترامب لم تعد نفس أولويات حكم اوباما لذلك فالشاهد مطالب بإقناع قيادات الحكم في أمريكا ولوبياته ان ما استثمرته الولاياتالمتحدة في الديمقراطية التونسية الناشئة أعطى أكله على كل الاصعدة فسياسيا تحقق الانتقال الديمقراطي وأمنيا كان الدعم الامريكي وراء مضاعفة الميزانية العسكرية التي بفضلها نجحت تونس في تأمين حدودها وفِي صد امتداد داعش خلال ملحمة بن قردان الشهيرة التي كسرت شوكة امتداد تنظيم ارهابي خطير وغيرت المعادلات في الحرب ضد الارهاب في المنطقة .. وبالتالي فانه من غير المعقول الحط من هذا الدعم في ميزانية 2018 بل عليها ان تواصل دعمها لان تطهير معاقل الارهاب هو في النهاية حماية لأمن العالم وللأمن الامريكي كذلك. لكن الدعم العسكري وحده لا يكفي لصد الارهاب الذي اتضح للعيان ان العامل الاقتصادي يلعب دورا أساسيا في استقطابه وان توفير مواطن شغل لمئات الآلاف من الشباب العاطل والاستثمار في تكوينه هو في النهاية جزء من حماية الأمن القومي الامريكي. لذلك سترتكز استراتجية الشاهد في زيارته للولايات المتحدةالامريكية حول ثلاثة أهداف اساسية اولها استحثاثه الطرف الامريكي على مرافقة الديمقراطية الشابة في مشوار البناء سيما وان للولايات المتحدةالامريكية صوتها المرجح داخل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اذ تمتلك في الاول 17 ٪ من راس ماله وفِي الثاني 20٪ .. وفي الان نفسه دعوتها لمواصلة توفير ضمانات لقروض جديدة تخول لتونس الاقتراض من السوق المالية العالمية بفوائض تفاضلية مماثلة لتلك التي توفرت لها في قرض ال500 مليون دولار وبالتوازي دعوتها لمراجعة موقفها من تخفيض الدعم المباشر المبرمج لسنة 2018. ثاني الأهداف التي يفترض ان يوليها الشاهد اهتماما في لقاءاته هي استحثاث الولاياتالمتحدة على الاستثمار في تونسفالولاياتالمتحدةالامريكية هي اول مستثمر عالمي وتونس تأهلت تشريعيا لفتح الأبواب أمامه من خلال وضع قانون جديد للاستثمار ومن خلال توفير المناخ لذلك عبر محاربة الفساد ومن خلال توفر استقرار سياسي تعزز بدخول البلد مصاف الدول الديمقراطية الشابة. ثالث الأهداف التي يركز عليها الشاهد هو ان الولاياتالمتحدةالامريكية هي اكبر سوق استهلاك في العالم من خلال مقدرة سكانها الشرائية ومن خلال قدرتها على فتح أبواب أسواق أمريكا اللاتينية وكندا ولتونس معها اتفاق تفاضلي عام يسمح بدخول اكثر من مائة منتج دون تسديد اي اداء ويأمل الشاهد ان يوسع القائمة من خلال السعي لادخال منتجات النسيج ضمنها بما يوفر انتعاشا لقطاع يعاني ويرفع كذلك سقف القيود أكثر على غرار فسح المجال عند توفر الطلب لتصدير اعلى من الحد الأقصى المسموح به.. وخلاصة القول جاءت بقلم يوسف الشاهد الذي كتب مقالا في موقع صحيفة النيويورك تايمز ختمه بمقولة لحنبعل انه حتى ان لم يتوفر طريق فانه سيحدثه واضاف ان تونس احدثت طريقها وتطلب من الولاياتالمتحدةالامريكية فقط مرافقتها