استغربنا كثيرا التدوينة، التي كتبها الفنان رشدي بالقاسمي بعد عرض افتتاح قرطاج أمّا التناول الإعلامي لمضمون هذه التدوينة فقد جعلنا نندهش أكثر ممّا يقال خاصة وأن الراقص على غرار الممثل حين يكون منغمسا في أداء مشاهده أو لوحاته فلن يلحظ مثل هذه السلوكيات إن حدثت فعلا وإن حقا هناك من استاء من رقصه فهل أصبح التعبير عن الرأي والموقف من عمل فني ممنوع في بلادنا أليس من حق الجمهور أن يعبر عن امتعاضه كما إعجابه من أي عمل فني كان نائبا أو مواطنا عاديا يستهلك الثقافة والفن في هذا البلد؟! «الصباح الأسبوعي» اتصلت بالقيادية محرزية العبيدي، التي كانت حاضرة خلال سهرة الافتتاح وحدثتنا عن استيائها من هذه المسألة قائلة : «عار من الصحة ما يقال وهي كذبة وافتراء لقوى لا ترغب في أن يكون كل التونسيين متحابين تسعى لتشويه صورة الآخر» مشددة على أنها كانت جالسة في الصف الثاني قبالة الركح وكانت معجبة بالكثير من اللوحات خاصة الأداء الرائع للفنانة سلاف والمطرب الكبير عدنان الشواشي والفنان محمد الجبالي والصوت الرائع - حسب وصفها- لأسماء بن أحمد فيما لم تعجبها فقرات أخرى من الحفل لكن أشادت بالراقص رشدي بالقاسمي خاصة في لوحته التي قدمها صحبة الفنان قاسم الكافي. وأضافت محدثتنا أنها تتمنى كل النجاح للفنان رشدي بالقاسمي وأن يقدم أعمالا يهدف من خلالها للرقي بالذوق العام والفن بعيدا عن الشهرة القائمة على التفاهات و»البوز» فلا أحد يصدق أن نائبة كانت من حركة النهضة أوغيرها يمكن أن تتخذ موقفا سلبيا من الفن والثقافة كما أننا كتونسيات عشن في مجتمع يرقص حين يفرح ويحتفل على إيقاعات أغانيه التراثية والشعبية ولسنا بغرباء عن هذا المشهد. وأشارت القيادية بحركة النهضة إلى أن الإعلام صار يعتمد كثيرا على الإثارة بعيدا عن القضايا المهمة ولا يتحرى صحة الخبر قبل بثه مشددة على أنها قد حضرت الكثير من الحفلات منها افتتاحي قرطاج والحمامات الدوليين إيمانا منها بقيمة الثقافة لكن في نفس الفترة كانت تعمل نهارا على إرجاع الماء لإحدى قرى ولاية نابل التي ظلت لأيام دون ماء كما تسعى مع كثير من النواب لتمرير قانون العنف ضد المرأة قبل يوم 13 أوت (العيد الوطني للمرأة) لأن بذلك تؤدي واجبها نحو بلادها. نجلاء قموع