رغم أن مباراة الأمس بين النادي الإفريقي ومولودية الجزائر قد باحت بكل أسرارها ووضعت ممثل كرة القدم التونسية في نصف نهائي مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي بعد فوز مستحق بهدفين دون رد،فإن بعض المحللين أو أشباه المحللين الجزائريين لم يقدروا إلى غاية اللحظة على استيعاب الوضع ولم يقبلوا بعد انسحاب ممثل كرة القدم الجزائرية ولم يبحثوا عن حقيقة الأسباب التي جعلت المولودية تغادر السباق وسعوا جاهدين إلى تحميل حكم المباراة وزر الهزيمة مع اتهامات كبيرة لطارق بوشماوي ومسؤولي الإفريقي بالرشوة والتأثير على طاقم التحكيم في محاولة فاشلة للتنقيص من استحقاق النادي الإفريقي الذي نجح في ظروف خاصة وصعبة في تحقيق التأهل بل كان قادرا على فرض كلمته في الجزائر بالذات لولا الصعوبات والضغوط والاختيارات. علي بن الشيخ اللاعب الدولي الجزائري السابق والمحلل في قناة الهداف تناسى على ما يبدو دوره الأساسي وأطلق العنان لنفسه لتوجيه وابل من الشتائم للجماهير التونسية وللاعبي ومسؤولي النادي الإفريقي ولحكم المباراة ليصل به الأمر إلى اتهام طارق بوشماوي بالرشوة والمطالبة برحيله وتجميده شأنه شأن الحكم،كما طالب بمعاملة خاصة للتونسيين وللفرق التونسية التي ستزور الجزائر مستقبلا والتي يجب أن لا تعود منتصرة من هناك كلّف ذلك ما كلف معتبرا أن التونسيين لا يستحقون المعاملة الطيبة وأنه لم يعد هناك مجال لعلاقات الأخوة التي تربط الشعبين والتي لا يمكن أن تتأثر حتما بهذيان بن الشيخ الذي تناسى على ما يبدو شطحات لاعبي المولودية وعلى رأسهم الحارس فوزي الشاوشي الذي سعى بكل الطرق إلى إضاعة الوقت والقيام بحركات أكدت بأنه مجرّد مهرج ولا يمكن أن يكون حارسا لفريق بحجم المولودية.كما غض بن الشيخ وبقية فريق برنامج 100 بالمائة فوت الطرف على هيجان أحد مسؤولي الفريق الجزائري واعتدائه بالعنف على مسؤول النادي الإفريقي مجدي الخليفي دون تسجيل أية ردة فعل من بنك الإفريقي أو من قوات الأمن التونسي التي وفرت له ولكامل بعثة الفريق وجماهيره خروجا سلسا من الميدان لتدحض بذلك هذيان بن الشيخ الذي لا يمكن لتصريحاته أن تنقص في شيء من استحقاق الإفريقي بالتأهل بما أن ممثل الكرة الجزائرية لم يصل بتاتا إلى مرمى الدخيلي،كما أن تصريحات لا يمكن أن تمس بأي حال من الأحوال بالعلاقات المتينة بين الشعبين. لن ننكر بأن مباراة الأمس شهدت بعض المشاهد المقززة كقيام ملتقط كرة بالدفع بكرة ثانية إلى الميدان في هجمة للمولودية،ولكن المباراة لم تخرج عن الإطار العام للروح الرياضية كما أن حكم المباراة كان متسامحا للغاية مع لاعبي المولودية وحرم الإفريقي من ضربة جزاء ثانية لبلال الخفيفي حيث كانت صافرته لصالح المنافس في الفترة الثانية وعليه فإن محاولة بعض الإخوة الجزائريين التقليل من انجاز الإفريقي وتشويهه غير منطقية وأن تلك المشاهد سجلنا الكثير منها في الملاعب الجزائرية وعليه فإن على بن الشيخ وأمثاله أن يكفوا على الهذيان وأن يحترموا عقولنا وأن لا يحاولوا استغلال مباراة كرة القدم للتأثير على العلاقات الممتازة بين الشعبين لأن محاولاتهم ستفشل لا محالة.