جيش زيمبابوي يؤكد في كلمة مقتضبة عبر التلفزيون الوطني السيطرة على السلطة فجر اليوم الأربعاء في هجوم قال إنه استهدف "مجرمين" محيطين بالرئيس روبرت موغابي. ومتحدث عسكري يتوقع عودة الأمور إلى طبيعتها بمجرد استكمال الجيش مهمته في البلاد. وانتشر جنود الجيش في أنحاء العاصمة هاراري وسيطروا على هيئة البث الرسمية (زد.بي.سي) في الساعات الأولى من صباح اليوم وأمروا الموظفين بالمغادرة. يأتي ذلك، بعدما وجّه حزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي (الجبهة الوطنية الحاكم) الذي يتزعمه موغابي اتهاماً لقائد الجيش بالخيانة، مما زاد من التكهنات بحدوث انقلاب على الرئيس. وألقى الجيش القبض على وزير المالية إغناشيوس تشومبو الذي يعد عضواً بارزاً في جناح بالحزب الحاكم يعرف باسم (جي 40) وتتزعمه غريس زوجة موغابي. وبعد 24 ساعة فقط من تهديد قائد القوات المسلحة كونستانتينو تشيونغا بالتدخل لإنهاء حملة تطهير ضد حلفائه في الحزب الحاكم، بدأت حاملات جنود مصفّحة على طرق رئيسية في العاصمة، وبعد فترة قصيرة، هزّت ثلاثة انفجارات منطقة وسط عاصمة الدولة الواقعة في جنوب القارة الأفريقية. ويحكم موغابي الذي يصف نفسه بأنه "حكيم" السياسة الأفريقية العظيم زيمبابوي منذ 37 عاماً، لكنه لا يحظى بدعم الغرب الذي يصفه ب"الطاغية" بسبب ما يقال عن "تعامله المدمّر مع الاقتصاد واستعداده للجوء إلى العنف من أجل الاحتفاظ بالسلطة إلى تدمير واحدة من أكثر الدول الأفريقية الواعدة". ونصحت الولاياتالمتحدة وبريطانيا رعاياهما في زيمبابوي بالبقاء في منازلهم بسبب "الغموض السياسي". وقالت الولاياتالمتحدة في بيان "نحثّ الرعايا الأمريكيين في زيمبابوي على الاحتماء بأماكنهم لحين إشعار آخر". وزارة الخارجية البريطانية من جهتها، قالت في بيان "نوصي الرعايا البريطانيين الموجودين حالياً في هاراري البقاء آمنين في منازلهم أو في محل سكنهم لحين اتضاح الموقف". ويذكر أن الأوضاع في زيمبابوي متوترة منذ الإثنين عندما قال تشيونغا قائد القوات المسلحة إنه مستعد "للتدخل" لإنهاء حملة تطهير ضد أنصار نائب الرئيس المقال إمرسون منانغاجوا. وقال مسؤولون إن موغابي رأس أمس الثلاثاء اجتماعاً أسبوعياً للحكومة في العاصمة. وقال حزب الاتحاد الوطني الأفريقي إنه ملتزم "بسيادة السياسة على السلاح" واتهم سلوك تشيونغا بأنه "سلوك يتسم بالخيانة... يهدف إلى التحريض على التمرد". وذكرت "رويترز" أنه طبقاً لعدد كبير من وثائق المخابرات التي اطلعت عليها الوكالة فإن منانغاجوا كان يعتزم إنعاش الاقتصاد بإعادة آلاف المزارعين الذين طردوا من أراضيهم منذ ما يقرب من 20 عاماً، وإصلاح العلاقات مع مؤسسات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. تحركات عسكرية تلت إقالة نائب الرئيس وأتت هذه التحركات العسكرية إثر التحذير غير المسبوق الذي وجهه قائد الجيش الجنرال كونستانتينو شيوينغا إلى الرئيس موغابي بسبب إقالته ايميرسون منانغاغوا من منصب نائب رئيس الجمهورية، بعدما دخل الأخير في مواجهة مع غرايس موغابي، زوجة الرئيس. وقال الجنرال شيوينغا في تحذيره إن "الجيش يمكن أن يتدخّل إذا لم تتوقف عملية التطهير الجارية في صفوف الحزب الحاكم".(الميادين)