يواجه نبيل معلول مدرّب المنتخب الوطني موجة من الانتقادات اللاذعة وذلك مباشرة بعد كشفه عن قائمة اللاعبين المحليين المدعوين للتربص التحضيري الأول الخاص بالمونديال والذي سينطلق يوم 1 جانفي في قطر. انتقادات لها ما يبررها خاصة مع جملة التناقضات التي حملتها القائمة الجديدة لعل أبرزها تواصل تجاهل حارس النادي الصفاقسي رامي الجريدي نجم كلاسيكو الترجي والسي أس أس مقابل توجيه الدعوة لحارس الترجي معز بن شريفية الذي يلازم البنك منذ فترة ليست بالقصيرة. وتأتي هذه الخطوة لتؤكد بأن الوصول للمنتخب لا يفترض أساسا الجاهزية البدنية و»الفورمة» على الملعب، بل يكفي أن يكون لك وكيل أعمال بعلاقات خاصة لتحقق مرادك وإلا كيف يمكن تفسير تواجد الجريدي وعلي الجمل المتألق مع الترجي خارج القائمة مقابل دعوة بن شريفية وكذلك ماهر بالصغير الذي لم يظهر كثيرا في تشكيلة الترجي على عكس حمزة الجلاصي متوسط ميدان النادي الصفاقسي وغازي العيادي المتألق مع النادي الإفريقي في الفترة الأخيرة وهو ما يؤكد تناقض معلول الذي أكد في تصريحات سابقة بأن سبب عدم توجيه الدعوة للجريدي هو غيابه عن التشكيلة الأساسية قبل أن تأتي قائمة اليوم لتؤكد عكس تصريحاته وتفتح باب التأويلات والاتهامات بتدخل السماسرة في اختياراته. الجريدي لم يكن المظلوم الوحيد في قائمة معلول فعلي القلعي وعلي العياري اكثر جاهزية من سيف الشرفي الذي لا يمكن أن ينال الدعوة لمجرد تصديه لركلة جزاء في مدنين رغم يقيننا بأنه سيخرج قريبا من حسابات المدرب الوطني لأن دعوته تأتي في إطار كسب تعاطف جمهور الأحمر والابيض لبعض الوقت خاصة وان الاخيرة لطالما اتهمت معلول باستهداف لاعبيها خاصة المجتهد فخر الدين الجزيري. لاعب آخر أثار لغطا كبيرا في قائمة اليوم وهو متوسط ميدان الترجي فوسيني كوليبالي الذي لم ينتظر معلول مجرد حصوله على الجنسية التونسية ليمكنه من رحلة مجانية لقطر رغم ان المنتخب ليس في حاجة للاعبي ارتكاز في ظل تواجد بن عمر والشعالي وساسي وأيمن الطرابلسي وأحمد خليل وغازي العيادي وحمزة لحمر وحمزة الجلاصي الذين لم توجه لهم الدعوة رغم احقيتهم بها. لن نطيل النبش في خفايا اختيارات معلول لأنها تبقى اختيارات أولوية ولكننا سنكتفي بالقول بأن المؤشرات الاولية غير مطمئنة خاصة مع انبعاث رائحة «السمسرة» منها وهو ما يفرض تحركا سريعا (لن يحدث على ما يبدو) لإبعاد بعض المحيطين والسماسرة من محيط المنتخب حتى نضمن أن تكون دعوات المنتخب لمن يستحقها لا لمن يمتلك «الأكتاف» ويجيد لعبة الكواليس.