لم يغفو لهم جفن ولم يهدأ لهم بال ، ظلوا منتشرين ومتمركزين طوال الليل في كل مكان ، في مداخل المدن ومخارجها وفي مفترقات الطرق وأمام المنشآت العمومية والسياحية والأمنية وفي أعماق الجبال وفي قممها وسفوحها وفي المناطق والمعابر الحدودية ، غير عابئين ببرودة الطقس ولا بجوع أو بعطش، كل ذلك في سبيل أن ينعم متساكني ولاية القصرين براحة البال وأن يحتفلوا بأمان بحلول السنة الإدارية الجديدة . هم حماة الوطن، من أمن وجيش وحرس وديوانة ، تركوا منازلهم وأهلهم وأبنائهم والاحتفالات وكل ما فيها من أجواء عائلية مميزة ، في سبيل الذود عن حرمة الوطن وحتى يظل العلم التونسي يرفرف عاليا إلى الأبد ، همهم الوحيد وشغلهم الشاغل هو الحفاظ على تأهبهم ويقظتهم الدائمة تحسبا لأي خطر إرهابي داهم قد ينّغص فرحة احتفال المواطنين بسنة 2018 ويحرمهم من لمّة الأهل والأقارب . انتشار وتمركز، دعمته حملات أمنية وعسكرية مكثفة بغية قطع الطريق أمام الخارجين عن القانون والمهربين الذين يتربصون باقتصاد البلاد ، مع حملات تحسيسية نفّذتها شرطة المرور لتوعية أصحاب السيارات بإرهاب الطريق ولتسهيل حركة المرور ، إلى جانب تمشيط جوي بإستعمال الطائرات المروحية التي ظلت إلى ساعات متأخرة، من مساء أمس الاحد، تطوّق مرتفعات القصرين ، وقصف مدفعي لدك مخابئ الإرهابيين وتضييق الخناق عليهم وإحباط مخططاتهم الإجرامية . مجهودات أكد مدير إقليم الحرس الوطني بالقصرين، عادل السماتي، اليوم الإثنين ، في تصريح لمراسلة (وات) بالجهة، أنها "ستتواصل بالفاعلية والنجاعة المطلوبتين حتى لا يتركوا مجالا لأعداء الوطن ومحبي الموت لينفذوا مخططاتهم الإرهابية الغادرة ولحماية البلاد والعباد من كل المخاطر وزرع الطمأنينة في صفوف المواطنين" ، مضيفا أن " الوحدات الأمنية والعسكرية بجهة القصرين تمكنت، خلال سنة 2017 ، من القيام بالعديد من العمليات الأمنية الناجحة منها ، القضاء على 10 عناصر إرهابية ". بدوره، شدّد آمر فوج 11 مشاة ميكانيكية بالجيش الوطني في القصرين ، سمير صدوقي ، أن " العمل الأمني والعسكري الدوري في ولاية القصرين ما انفكّ يتطور من يوم إلى آخر ، من الناحية الدفاعية إلى الناحية الهجومية إلى الناحية الاستعلاماتية مما مكّن من تحقيق عدة نجاحات" ، لافتا، في ذات السياق، إلى أن " التنسيق المحكم والتعاون الكلي بين الوحدات الأمنية والعسكرية والتعامل الجدّي مع التهديدات الإرهابية كانت وراء هذه النجاحات " . (وات)