تنظر اليوم الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب في قضية أحداث العملية الإرهابية التي استهدفت متحف باردو. علما وأن ملف القضية شمل 83 متهما بينهم نساء و22 موقوفا و59متهما بحالة سراح بالإضافة الى المتهمين ياسين العبيدي وجابر الخشناوي منفذي العملية( متوفين) وتتعلق التهمة الموجهة الى المتهمين بالإنضمام الى تنظيم ارهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه... بالإضافة الى توجيه تهم اخرى الى بعض المتهمين تتعلق بارتكاب جرائم القتل العمل مع سابقيّة القصد ومحاولة القتل العمد مع سابقيّة القصد وارتكاب المؤامرة الواقعة لإرتكاب أحد الإعتداءات ضد أمن الدّولة الدّاخلي ومحاولة إرتكاب الإعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بالسلاح وإثارة الهرج والقتل والسلب بالتراب التونسي ومحاولة حرق وهدم بمادة انفجارية أبنية من أملاك الدولة وحجز شخص دون اذن قانوني في اطار عملية باستعمال السلاح وبواسطة عدة اشخاص .... وتعود أحداث باردو الى يوم 18 مارس 2015 التي سقط خلالها 21 سائحا أجنبيا من جنسيات مختلفة كما توفي عون أمن خلال تلك العملية الإرهابية وهو الشهيد أيمن مرجان. وقد ثبت من خلال الإختبارات الفنّية والشرائح الهاتفية التي استعملها أحد منفذي عملية باردو الإرهابي جابر الخشناوي انه أقام بنزل بالعاصمة خلال الفترة الممتدة من 13 مارس الى صبيحة يوم العملية الموافق ل 18 مارس 2015، وتبين أنه أجرى قرابة 27 مكالمة هاتفية من شريحة نداء باسمه يوم تنفيذ العملية الموافق ل18 مارس 2015 بداية من الساعة الثامنة و15 دقيقة الى حدود الساعة العاشرة و15 دقيقة وذلك بجهة باردو وتحديدا بشارع فطومة بورقيبة. وكان منطلق حادثة باردو يوم 18 مارس 2015 على الساعة منتصف النهار وعشر دقائق عندما وردت مكالمة هاتفية على وكالة الجمهورية بتونس مفادها أن عملية ارهابية استهدفت متحف باردو. فأذنت النيابة العمومية بفتح بحث تحقيقي وكشفت الأبحاث أنه في ذلك اليوم وعلى الساعة منتصف النهار وخمس دقائق تقريبا عمد الإرهابيان جابر الخشناوي وياسين العبيدي الى اقتحام الباب الخارجي لمتحف باردو وكان كل منهما يحمل سلاحا ناريا نوع كلاشينكوف وحقيبة تحتوي على ذخيرة ومتفجرات ثم توجها مباشرة الى مأوى الحافلات الكائن قبالة الباب الداخلي لمتحف باردو الذي كان يوجد به سياح بينهم من كان داخل الحافلات وآخرون كانوا خارج الحافلات، وعلى الساعة منتصف النهار و6 دقائق و48 ثانية حسبما سجلته كاميرا المراقبة المثبتة بالمتحف عمد الإرهابيان المذكوران الى اطلاق النار على السياح الذين كانوا بصدد مغادرة المتحف في اتجاه الحافلات التي كانت راسية بالمتحف واسفرت عملية اطلاق النار الى اصابة عديد السياح بطلقات نارية أودت بحياتهم. ثم توجه الإرهابيان جابر الخشناوي وياسين العبيدي بعد ذلك الى حافلتين بالمتحف وأطلقا النار تجاه الحافلتين وأسفرت العملية على قتل سائحتين الأولى روسية الجنسية والثانية تحمل الجنسية الإيطالية، ثم توجه الإرهابيان المذكوران الى حافلة أخرى وأطلقا النار على ركّابها وأسفرت العملية على هلاك سائحين رجل وامرأة يحملان الجنسية الإسبانية، وعمدا جابر الخشناوي وياسين العبيدي بعد ذلك الى اطلاق النار على سائحتين أخرتين احداهما بولونية الجنسية سقطتا بمأوى السيارات بالمتحف ثم اطلقا النار بعد ذلك على السياح المتواجدين بالمدخل الرئيسي للمتحف وأسفرت العملية على سقوط ثلاث ضحايا اثنتان منهن تحملان الجنسية البولونية والثالثة تحمل الجنسية الكولومبية. وكشفت الأبحاث أيضا أنه على الساعة منتصف النهار وتسع دقائق وأربعة ثواني اقتحم الخشناوي والعبيدي المتحف حسبما سجلته كاميرا المراقبة المركزة بالبهو الرئيسي للمتحف ومرا من الباب الرئيسي بالقاعة عدد 13 de" marine" وكان ذلك على الساعة منتصف النهار وتسع دقائق و19 ثانية ثم على الساعة منتصف النهار وتسع دقائق و22 ثانية توجها الى قاعة "de tresoris" ثم دخلا بعد ذلك الى الممر المؤدي الى بهو المتحف وصعدا قاعة "قرطاج" وكان ذلك تحديدا على الساعة منتصف النهار و17 دقيقة و21 ثانية، وعلى الساعة منتصف النهار و17 دقيقة و24 ثانية أطلقا النار على المتواجدين هناك فسقط 8 ضحايا من الجنسية الفرنسية، اليابانية، الإيطالية والأنقليزية. وكشفت الأبحاث أيضا أنه اثر اقتحام الإرهابيان جابر الخشناوي وياسين العبيدي متحف باردو حل عون أمن من منطقة الأمن الوطني بباردو وتبادل إطلاق النار معهما واستبسل في التصدي لهما إلى أن حلّت الوحدات الأمنيّة المختصّة وتمركزت داخل المتحف وتبادلت إطلاق النار معهما وانتهت العملية بالقضاء عليهما كما قتل عون أمن يدعى أيمن مرجان. مع الإشارة أن حادثة باردو الإرهابية سقط خلالها 21 سائحا من جنسيات فرنسية، بريطانية، ايطالية، بلجيكية، بولونية، روسية، اسبانية، يابانية، كولومبية، وأسترالية كما لحقت أضرار بدنية بعض رواد متحف باردو وهم سياح أجانب من جنسيات مختلفة الى جانب أشخاص يحملون جنسية جنوب افريقيا بالإضافة الى أشخاص آخرين غادورا البلاد التونسية دون اخضاعهم الى فحوصات طبية كما طالت الأضرار مواطنين يحملون الجنسية التونسية وفق ما كشفته التقارير الطبية المظروفة بملف القضية.