تنطلق وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن قريبا، في تنفيذ برنامج حول «التربية الوالدية» يهدف أساسا الى تعزيز دور الآباء في تنمية قدرات أبنائهم وفي الاضطلاع بدور أكبر في تربيتهم ورعايتهم وحمايتهم. وأفادت كاهية مدير مؤسسات ما قبل الدراسة بوزارة المرأة أسماء مطوسي حيدري في تصريح ل»وات» اليوم الجمعة، ان هذا البرنامج الذي هو حاليا في مرحلة جمع المعطيات، سيشمل كافة الجهات، ويندرج تنفيذه في إطار الإستراتيجية متعددة القطاعات لتنمية الطفولة المبكرة 2017-2021، وذلك بالتعاون مع منظمة «اليونسيف» والبنك الدولي. ويرتكز هذا البرنامج على محورين أساسيين، يتعلق المحور الأول بتعزيز الجانب التوعوي وذلك عن طريق تكثيف الحملات الاتصالية التثقيفية الموجهة للآباء، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، من أجل حثهم على إحاطة أبنائهم بمزيد من الاهتمام الرعاية وعبر المعلقات والمحامل التوعوية التي تتضمن مشاهد تتناغم مع أهداف هذه الحملة التحسيسية. ويتمثل العنصر الثاني من هذا البرنامج، بحسب المتحدثة ذاتها، في تنظيم عدة دورات تكوينية موجهة للآباء، سيقع ضبطها حسب خاصيات وثقافة كل جهة وحاجياتها في المجال، وستمكن من تدريب الآباء على أفضل الممارسات والمناهج التي يجب اعتمادها في عملية تربية الأبناء وذلك بالاستئناس بالمقاربات العلمية والاجتماعية والنفسية الملائمة. ومن جهة أخرى، أوضحت كاهية مدير مؤسسات ما قبل الدراسة أن من أبرز التوصيات المنبثقة عن ورشة العمل، التي انتظمت خلال الندوة الوطنية حول «الأبوة في تونس» يوم الاثنين الفارط بالعاصمة، ضرورة ضبط بروتوكول موحد يتضمن الممارسات الفضلى التي يجب أن تلتزم بها كل القطاعات المتداخلة من أجل تحقيق التنمية الشمولية للطفل. كما دعت الورشة ممثلي وسائل الإعلام والمجتمع المدني إلى معاضدة مجهودات وزارة المرأة في المجال من خلال الاضطلاع بدور أكبر في توعية وتحفيز الآباء، نحو العمل على مزيد توطيد علاقاتهم بأبنائهم ونشر هذه الثقافة صلب الأسر التونسية. وأوصت الورشة جميع الهياكل الحكومية، وخاصة وزارة التربية ووزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية، بالمساهمة الفعالة في تحقيق التنمية الشمولية للطفل، خاصة وأنها لن تتحقق إلا بإرساء مناهج تربوية تعزز مكانة الآباء لدى أبنائهم، وباعتماد عادات غذائية تؤسس لجيل سليم الجسم والعقل، وبحماية اجتماعية تحقق للطفل الرفاه والآمان، حسب تأكيد ذات المسؤولة.