اغتيل صباح اليوم الاربعاء السياسي والمحامي شكري بلعيد الامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد والقيادي في الجبهة الشعبية بطلقات نارية امام منزله الكائن بمنطقة المنزه السادس. والفقيد هو من مواليد 26 نوفمبر 1964 بمنطقة جبل الجلود بتونس العاصمة وهو احد الشخصيات البارزة في الساحة السياسية التونسية. تحصل على اجازة في الحقوق بالعراق ثم واصل تعليمه بجامعة باريس 8 حيث تحصل على شهادة المرحلة الثالثة. وهو وجه من وجوه المعارضة التونسية عرف بنضاله السياسي والحقوقي خلال فترة حكم بن علي خاصة ابان احداث الحوض المنجمي بقفصة سنة 2008. ويعد شكري بلعيد احد الاطراف الاساسية التي ساهمت في تكوين الجبهة الشعبية التي تأسست في اوت 2012 حيث شغل فيها منصب المنسق العام وتشمل الجبهة التي تمثل قطبا معارضا الى جانب حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد 12 حزبا سياسيا وعددا كبيرا من الشخصيات المستقلة. انضم بلعيد الى الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي التي تم احداثها بعد الثورة. وكان يشغل حينها منصب الناطق الرسمي للتيار الوطني الديمقراطي المعارض الذي تحصل على التاشيرة في مارس 2011 قبل ان يشغل في افريل من السنة ذاتها منصب الامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد. كان في بداية مسيرته النضالية احد زعماء فصيل الوطنيين الديمقراطيين بالجامعة صلب الحركة الطلابية اليسار الراديكالي ثم جند بمنطقة رجيم معتوق سنة 1987 بسبب انتقاداته العديدة للسلطة في فترة الحكم البورقيبي. وتولى عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس بعد انعقاد مؤتمره الاستثنائي 18 الخارق للعادة سنة 1988 عرف بنضاله النقابي والحقوقي وبدفاعه الشرس عن الطبقات الضعيفة والجهات الداخلية التي تعاني من البطالة والتهميش وتفتقر الى التنمية كما عرف بتصريحاته الجريئة الداعية الى تكريس العدالة بين كل الجهات والطبقات على ارض الواع والمنتقدة لاداء الحكومة. انتقد الفقيد خلال الفترة الاخيرة في العديد من المناسبات العنف السياسي معتبرا ان تنامي ظاهرة العنف الذى تشهده البلاد هو نتيجة للازمة داخل الحكومة والصراعات الداخلية التي تعيشها حركة النهضة مقترحا عقد مؤتمر وطني لمكافحة العنف. كما نبه خلال ندوة صحفية عقدها امس الثلاثاء رئيس حركة النهضة ووزير الداخلية ازاء ما اسماه محاولات تفكيك الدولة وتاسيس ميليشيات لارهاب المواطنين وادخال البلاد في دوامة من العنف من طرف رابطات حماية الثورة . وحسب العديد من التصريحات لشخصيات سياسية فان بلعيد كان قد تلقى في مناسبات عدة تهديدات بالقتل و تم بعث صفحات على الشبكة الاجتماعية فايسبوك تتهمه بالعمالة والالحاد وتطالب بقتله. وذكرت ارملة الفقيد ان زوجها كان قد تعرض للعديد من التهديدات ونبه مرارا لهذا الامر لكن دون جدوى.