تعتبر بلدية دوز أبرز وجهة سياحية في ولاية قبلي نظرا لما يميزها من منتوج يجمع بين جمالية الطبيعة وثراء الموروث الحضاري فضلا عن تنظيمها سنويا للمهرجان الدولي للصحراء الذي بلغ دورته الخمسين في السنة الفارطة، غير أن هذه المميزات لا تحجب عديد النقائص التي لا تزال تعانيها المنطقة والتي عبّر عنها عدد من سكانها لمراسل (وات) والمتعلقة أساسا بالبنية التحتية والنظافة والعناية أكثر بمداخل المدينة. ويعتبر اهالي مدينة دوز المصنفة بلدية سياحية منذ 1998 انه ورغم اعتماد الجهة على القطاع السياحي كأحد أبرز أعمدة التنمية في المنطقة إلّا أن البنية التحتية للمدينة لا تزال تعاني الكثير من النقائص وخاصة فيما يتعلق بالحالة المتردية للطرقات سواء داخل الأحياء السكنية الاربعة (دوز الغربي ودوز الشرقي والعبادلة والعوينة) او حالة الطريق المؤدية إلى المنطقة السياحية فضلا عن الطريق الرابطة بين مدينة دوز ومدينة مطماطة والتي تمثل أحد أهم شرايين التنقلات السياحية بهذه المنطقة. واتفق غالبية من استجوبهم مراسل (وات) على أن المدينة لا تزال تعاني من نقص التنوير العمومي داعين الى ضرورة مد الشبكة لتشمل كافة الأحياء السكانية إضافة إلى عن صيانة الأرصفة والعناية بمداخل المدينة إذ يرى أغلبهم أنه ورغم عناية البلدية بالمدخل الشمالي للمدينة ( من جهة مدينة قبلي) وما يحمله من نقاط إضاءة ومجسّمات جمالية فقد أهملت المدخلين الغربي (من جهة زعفران) والشرقي (من جهة مطماطة) إذ يفتقران إلى أبسط المقومات الجمالية في بلدية تمثل وجهة الالاف من السياح سنويا. ولم يخف أهالي مدينة دوز عدم رضاهم عن اداء المصالح البلدية في السنوات الاخيرة خاصة في مجال رفع الفضلات، مشيرين إلى أن التوسع العمراني للمنطقة السكنية لم يقابله تعزيز للموارد البشرية والمعدات القادرة على تغطية هذا التوسع في مجال النظافة فضلا عن عدم وجود مصب نهائي للفضلات تابع لهذه البلدية الأمر الذي فاقم من ظاهرة الرمي العشوائي لهذه الفضلات شرقي المدينة وخاصة على حافتي الطريق الرابطة بين دوزومطماطة. وتطرق البعض منهم إلى مسألة غياب الفضاءات المهيأة للانتصاب بسوق مدينة دوز الذي يمثل أحد أكبر الاسواق في الولاية ومن ذلك افتقار هذا السوق لمكان لركن السيارات والى دورات مياه عمومية. ومن ناحية أخرى عبّر عدد من سكان حي العوينة عن تذمرهم من محدودية الخدمات الموجهة للحد من زحف الرمال ونقص التشجير الامر الذي ضاعف من معاناة الاهالي خاصة في فترة هبوب الرياح، داعين إلى ضرورة أن يولي المجلس البلدي الجديد أهمية بالغة لموضوع زحف الرمال. وبخصوص الجانب الثقافي ذكر عدد من الاهالي أن ثراء المخزون التراثي لمدينة دوز وما يميزها من تظاهرات ثقافية متنوعة أبرزها المهرجان الدولي للصحراء يتطلّب دعما أكبر من قبل البلدية خاصة في مجال العناية بالفضاءات وأهمها " ساحة حنيش" التي تحتضن سنويا فعاليات هذا المهرجان الدولي والتي باتت مهددة بزحف التوسعات الواحية الخاصة فضلا عن استعمال الكثبان الرملية المحيطة بها في ردم الاراضي ممّا أفقدها جماليتها الطبيعية. ونبّهوا من جهة أخرى إلى مسالة تراجع الطابع المعماري المميز لمدينة دوز سابقا والذي كان ينفرد بوجود قباب تعلو سقف كل غرف المنازل والتي كانت تلعب دورا رئيسا في تلطيف درجات الحرارة خاصة في فصل الصيف إلا أن التقدم التكنولوجي واستعمال المكيفات أدّى إلى تغيير هذا الطابع المعماري وأفقد الجهة جانبا من سحرها الخاص. يشار الى ان بلدية دوز أسّست في 9 جانفي 1957 وتمسح 1366 كلم مربّعا وتضم أربع تجمعات سكانية كبرى هي حي العوينة وحي دوز الشرقي وحي العبادلة وحي دوز الغربي ويقطنها 39270 ساكنا. وتتميّز المنطقة بطابعها الصحراوي حيث انها تمثل بوابة الصحراء الكبرى من جهة الجنوب التونسي ويعتمد متساكنوها أساسا على القطاعين الفلاحي والسياحي باعتبارهما رافعتين للحركة الاقتصادية بالجهة. وتحتضن منطقة سياحية بها 7 نزل مصنفة و3 محطات للتنشيط السياحي بامتطاء الإبل ومثلها للتنشيط عبر الدراجات ذات الاربع عجلات ويتكون مجلسها البلدي من 18 عضوا سيتولّى اختيارهم 22819مرسّما في السجلّ الانتخابي من ضمن المترشحين في 5 قائمات حزبية (حركة النهضة- حركة نداء تونس- حركة الشعب- حراك تونس الإرادة- التيّار الديمقراطي). (وات)