مرّ اليوم السبت أربعينا يوما عن اغتيال الشهيد شكري بلعيد وكنا نشرنا اليوم مقالا عن تكوين فريق صلب وزارة الداخلية للبحث في ملابسات عملية الاغتيال والكشف عن القاتل. لقد تعدّدت التهم ووجهت بعض أصابع الاتهام إلى حركة النهضة في بادئ الأمر لتتغير المعطيات في الآونة الأخيرة وتخرج بسمة الخلفاوي طليقة بلعيد في عدد من وسائل الإعلام وتقول إنّها ستعتذر للنهضة إن ثبت بالبراهين عدم تورطها في عملية الاغتيال. ولكن ما يثير الانتباه خلال هذا الأسبوع هو نشر شخص يدعى قيس معالج لمقطع فيديو يقول فيه إنّ شكري بلعيد لم يمت وإنّ من قتل شخص آخر، وقد وقع تداول هذا الفيديو في عدد من صفحات المواقع الاجتماعية. هذا الشخص والذي يدعى قيس معالج هو تونسي الجنسية لاجئ سياسي في أمريكا منذ 2005 يرغب في الترشح إلى الانتخابات الرئاسية القادمة، وفق ما صرّح به لإذاعة شمس "أ ف م" بتاريخ 29 سبتمبر 2012. وعودة إلى تفاصيل ما جاء في مقطع الفيديو، قال قيس المعالج إنّ شكري بلعيد لم يقتل ولم يقع اغتياله وكل القصة مسرحية فاشلة. وقد لوحظ في مقطع الفيديو، معالج وهو يقبّل كتاب القرآن المجيد ويقسم بصحة كلامه. واستعرض معالج عدد من الدلائل على كلامه، قائلا إنّ إعلان مذيعي "راديو كلمة" قد أكّد خلال برنامج إذاعي بث بتاريخ 8 فيفري الماضي يومين بعد اغتيال شكري بلعيد أنّ الموسوعة الالكترونية "ويكيبديا" أعلنت عن اغتيال بلعيد على الساعة الثامنة وثلاث دقائق من صباح يوم 6 فيفري أي قبل الوقت المحدّد لإعلان الاغتيال. وفي هذا السياق، وعودة إلى موقع "راديو كلمة" تبينت "الصباح نيوز" صحة هذه القرينة، فقد أعلنا مذيعو البرنامج أنهم قاموا بالإعلان عن هذا الخبر بعد تأكدهما من صحته، مبينين أنّ الوقت الذي أعلن فيه عن الاغتيال كان بعد الثامنة صباحا وأنّ الجريمة وقعت عند الساعة الثامنة و15 دقيقة من نفس اليوم. كما أنّه وعودة إلى موقع "ويكيبديا" تأكّدنا من الوقت و من المعرف الرقمي للأنترنات والذي كان 197.1.127.239 وهو ما يدلّ على أنّ إضافة المقال كانت من تونس. كما عبّر معالج في مقطع الفيديو عن استغرابه من الحالة النفسية لعائلة الشهيد شكري بلعيد واصفا بدقة ما قام به ابن اخته وزوجته وأخيه والذين بدوا له غير متأثرين بالحادثة وكذلك الشأن بالنسبة لابنة بلعيد التي قال عنها "تغني وتضحك وكأنها في حفلة". وقال معالج كذلك إنّ تصرفات العائلة ليلة 7 فيفري الماضي والصندوق الذي يوجد به بلعيد أمامهم لم يكن يوحي بتصرفات عائلة أمامها ابنهم شهيد. وتطرّق أيضا إلى اتهام أخ شكري بلعيد للسلفيين بمحاولة نبش قبر شكري بلعيد، قائلا : "ليس ذلك السبب وإنّما يعرف أنّه من الممكن أن يذهب شخص إلى مكان القبر المراقب من قبل الجيش الوطني ويحاول فتح القبر لكشف الحقيقة". وبيّن كذلك معالج أنّه توجّه إلى منظمة حقوقية عالمية مستقلة وقدّم لها الملف وأخذت الموضوع بجدية و ستتوجه لتونس للتحقيق في فرضية ان كان شكري بلعيد لم يقع اغتياله". وأضاف : "الدليل موجود وسط القبر... وتلك الحقيقة الوحيدة.. والكلّ يكوروا بالشعب التونسي"، مبينا أنّ صحفيين وسياسييين من الحكومة متواطؤون في هذه العملية. كما أنّ معالج وفي مقطع فيديو سجله بتاريخ 13 مارس الجاري يوم وفاة الشاب الذي أقدم على إضرام النار بجسده في شارع بورقيبة، قد عبّر عن استغرابه من عدم التقاط صور لشكري بلعيد وهو متوفي في حين تداولت جميع وسائل الإعلام والمواقع الاجتماعية لصور الضحية عادل الخرزي. نحن ننشر ما قدمه محدثنا في اطار فسح المجال امام كل الاطراف التي تعبر عن اراء او تقدم معطيات مذكرين في الان نفسه ما كانت اعلنت عنه جريدة الشروق التونسية في عددها الصادر الاحد المنقضي وما خلفه من ردود افعال تونسية وردود افعال جزائرية