بعد أن أرهقه المرض وأنهكه الحكم.. هل يكون بوتفليقة مرشحا لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية هذا العام 2019 ؟ هكذا تساءلت مجلة "لكسبريس" الفرنسية في عددها الصادر هذا الأسبوع؛ موضحة أنه منذ عدة أشهر لم يعد باستطاعة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة استعادة الوعي سوى لمدة ساعات يوميا؛ ليدخل في حالة غيبوبة تامة طيلة الوقت المتبقي؛ وهو يخضع لعلاجات مكثفة من آثار الجلطة التي أصيب بها عام 2013. "لكسبريس"، نقلت عن مصادر أمنية جزائرية تأكيدها أن إقامة بوتفليقة بالضاحية الغربية للجزائر العاصمة باتت أشبه بمستشفى كامل التجهيز ويتولى الإشراف عليه طاقم طبي صيني متخصص؛ حيث يتلقى الرئيس البالغ من العمر 81 سنة؛ علاجات متواصلة على أمل تحسن حالته الصحية وزيادة فترة حكمه وقتاً إضافيا. وأضافت المجلة أن الرئاسة الجزائرية تُنظم شهرياً خرجة إعلامية وحيدة للرئيس وهو على كرسيه المتحرك من أجل مواجهة الشائعات المتعلقة بوضعه الصحي وتأكيد بقائه حيا وممارسة وظائفه كرئيس للبلاد رغم صعوبة مهمة إثبات قدرته عَلى إدارة شؤون البلاد وهو الذي يعيش ظروفا صحية توصف بأنها كارثية. وقد تسببت التصريحات الرسمية المتعددة من طرف قادة حزب جبهة التحرير الحاكم؛بشأن ترشيحه لفترة رئاسية خامسة في القضاء على أمل التبادل على السلطة خلال الانتخابات الرئاسية المقررة شهر إبريل المقبل. "لكسبريس" أشارت إلى أن بوتفليقة يَستمدّ قوته من تاريخه النضالي في حرب تحرير الجزائر وحنكته الدبلوماسية ،حين كان وزيراً للخارجية في عهد الرئيس هواري بومدين حيث كان يلقب بالدبلوماسي الثوري وصورته الراسخة في الأذهان بوصفه منقذ الجزائر من العشرية الدموية التي انتهت برئاسته للبلاد عام 1999 وإعلانه المصالحة الوطنية الشاملة خلال السنوات الموالية. وتصاعد نفوذه والدائرة المحيطة به حيث تمكن من الإمساك بجميع مفاصل الحكم في البلاد واستطاع بفضل الثروة البترولية إنشاء الكثير من البنى التحتية الاقتصادية، وهو ما جعله يحظى بشعبية كبيرة قد تسمح له برئاسة البلاد لفترة خامسة رغم تدهور وضعه الصحي. وَرغم أنه (بوتفليقه) وصل الحكم عبر المؤسسة الأمنية ممثلة في إدارة المخابرات التي كانت تريد الحفاظ على الحكم بطريقة غير مباشرة بعد سنوات الحرب الأهلية، إلا أنه استطاع بذكائه إضعافها وتقوية المؤسسة العسكرية على حسابها حيث بات يقودها مقربون منه هم الممسكون فعلياً بالملفات الحساسة في البلاد وعلى رأسهم قائد الأركان أحمد قايد صالح. ولفهم سر نفوذ بوتفليقة وتسمك حزبه به كمرشح وحيد؛ قالت "لكسبريس" إنه يجب قراءة المراحل التاريخية التي مر بها هذا الأخير منذ انخراطه في الشأن العام؛ انطلاقا من أدواره في ثورة تحرير الجزائر، مرورا بتعيينه وزيراً للخارجية في ستينات القرن الماضي حيث سجل نجاحات دبلوماسية كبرى له شخصيا وللجزائر كدولة في تلك المرحلة، ثم عودته للجزائر بطلب من دوائر السلطة نهاية التسعينات ، ويقدم على انه أعاد البلاد إلى بر الأمان بعد انتخابه رئيساً لها عام 1999. ويُفسر مراقبون صمت فرنسا والولايات المتحدة عن الوضع في الجزائر بحرصهما على استقرار هذا البلد وخشيتهما من سقوطه في موجة العنف التي سقطت فيها دول مجاورة مثل ليبيا ومالي. كما أن علاقات فرنسا مع الجزائر تعرف نوعا من الجمود والتوتر بسبب ذاكرة الاستعمار الفرنسي للجزائر والتي أضعفت تأثير فرنسا في الداخل الجزائري. وخلصت "لكسبريس" تقريرها، بالتوضيح أن الحياة السياسية في الجزائر، تبدو اليوم مشلولة وفِي وضع مُعقد وبعد عقدين من رئاسة بوتفليقة؛ تماماً مثل الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة المرشح لخلافة نفسه للمرة الخامسة على التوالي؛ وهو مثبت على كرسي متحرك.(القدس العربي)