متابعة للحادثة التي أثارت الكثير من الجدل بداية الاسبوع الجاري والمتمثلة في الاشتباه في تورط طبيب يعمل بمستشفى شارل نيكول في سرقة «أعين الموتى» والذي أطلق سراحه بعد ان تم ايقافه من قبل الجهات القضائية، وسعيا للوقوف عند حقيقة ما حصل كان ل»الصباح» اتصال بزوجة ووالد الشخص المتوفي الذي تم «اقتلاع» عينيه التي افادتنا أن زوجها توفي بمنطقة الناظور من ولاية زغوان وتم نقله للعاصمة للتشريح. «لم نتقدم بأي اعتراض».. صرحت زوجة الضحية وتدعى آية ساسي أن العائلة ملتاعة لما حصل لجثة ابنها المدعو الزين ساسي من تشويه وتنكيل والذي كان في مقتبل العمر حيث يبلغ من العمر 34 سنة ولا يشكو من اي مرض حيث كان بصحة جيدة، وأضافت بأنها هي من قامت باخراج جثة زوجها من مستشفى الناظور من ولاية زغوان وقد كانت جثته سليمة ثم توجهت بها بعد القيام بالاجراءات القانونية اللازمة والحصول على اذن في الدفن وتحديدا الى مستشفى شارل نيكول لعرضها على الطبيب الشرعي للتشريح للوقوف على الاسباب الرئيسية التي أدت للوفاة، حيث وصلت هناك برفقة عدد من افراد العائلة(وهم شقيقة زوجها ووالده وابناء عمه وخالاه الاثنان) في حدود الثالثة بعد الزوال اين تم ايداع الجثة بقسم الطب الشرعي بالمستشفى الى غاية اليوم الموالي ولم يبارحوا قط المستشفى ولم يقع اعلامهم او اعلام اي فرد من العائلة بانه سيقع اقتلاع عيني زوجها بتلك الطريقة المشينة -على حد تعبيرها-، ورغم ذلك وحال التفطن للامر قاموا بالاتصال باهل الذكر وأخذ رايهم في الموضوع حيث تم اعلامهم بأن تلك العملية تعد من الناحية الطبية شرعية وقانونية الا أنه في المقابل وجب اعلام العائلة على الاقل مسبقا. وتمسكت الزوجة التي تعمل في المجال الطبي ايضا (اطار شبه طبي) وعلى دراية تامة بالموضوع بأن عملية اكتشاف أخذ العينين من زوجها كانت «ببيت الاموات» بالمستشفى لما كانوا يهمون باخراج الجثة اين تم التفطن للامر، مشددة على أن عملية اقتلاع العينين التي خضع لها زوجها لم تكن بالحرفية والدقة المطلوبة ما أدخل على الجثة نوعا من «التشويه» -على حد قولها- ولم يعد بامكانها بالتالي حتى النظر اليها لهول المشهد وما رأته حيث كانت عيناه مخاطتين بغية عدم اكتشاف الامر. وشددت الزوجة المذكورة من خلال الاتصال بها على تكذيب عديد الروايات والاقاويل التي تشير إلى أن زوجها كان قد تبرع باعضائه وبأنه كان حي يرزق ابان قدومه لمستشفى شارل نيكول حيث تمسكت بأن تلك الرواية غير صحيحة وأن زوجها لم يعرب عن موافقته على التبرع بأعضائه قط لا شفاهيا ولا كتابيا وانه كان مفارقا للحياة وفق ما اكده الطبيب المباشر بمستشفى الناظور وكذلك العون الذي رافق الجثة من الناظور في اتجاه العاصمة ولهم الوثائق المدعمة لاقوالهم، منتهية الى القول «نحن سلمنا امانة ما حافظوش عليها». وختمت بالقول إن اعتراضها واعتراض كافة افراد العائلة لم يكن على عملية اقتلاع العينين وانما على الطريقة التي تمت بها والمتمثلة في عدم اعلام العائلة مسبقا قبل اجرائها واستشارتها، فضلا عن عملية الاعتداء التي طالت الجثة قائلة «ما قدروش حرمتها». «هذا ما طالبنا به».. من جانبه صرح لنا قدور ساسي والد الشاب المتوفي بأن الواقعة تتمثل في وفاة ابنه بمنطقة الناظور من ولاية زغوان في «سانية» كان يعمل بها بعد تعرضه ل»سكتة قلبية» وما ان تم اشعار العائلة القاطنة بمدينة الجديدة من ولاية منوبة حتى تنقلت على عين المكان أين طلب منهم في البداية نقله الى مستشفى سهلول من ولاية سوسة لتشريح الجثة وأمام اقتراح العائلة نقله للعاصمة لقربها من محل سكناهم بحكم أنهم يقطنون بمنطقة الجديدة من ولاية منوبة تمت الموافقة والاذن لهم بنقله الى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة وقد رافقهم للغرض عون أمن اين تم ايداع الجثة ب»بيت الاموات» بالمستشفى اين طلب منهم القيام ببعض الاجراءات القانونية المعمول بها في مثل هذه الحالات في انتظار خضوع الجثة للتشريح للوقوف عند الاسباب الحقيقية المؤدية للوفاة وتمكنيهم لاحقا من اخراجها لدفنها في اليوم الموالي. وواصل الوالد الملتاع سرد ما حصل موضحا بأنه تم تمكينهم من وثيقة عادوا بمقتضاها الى مستشفى الناظور ثم وكالة الجمهورية بزغوان وأعادوها للناظور مرة اخرى ثم العودة للعاصمة لاخراج الجثة من المستشفى لدفنها اين تم التفطن لاقتلاع عيني الابن المتوفي، متمسكا بأنه لو تم اشعار العائلة لوافقت على منحهم العينين او اي عضو اخر، متسائلا لماذا تم ارتكاب تلك الفعلة بطريقة مشينة في حق ابنه منتهيا الى ان اعتراضهم كان على مسالة ضرورة اعلامهم لا غير. سعيدة الميساوي