يفتتح المنتخب التونسي مغامرته التاسعة عشرة في سجل مشاركاته في نهائيات كاس امم افريقيا لكرة القدم بملاقاة نظيره الانغولي يوم الاثنين على ملعب السويس بداية من الساعة السادسة مساء بتوقيت تونس في اطار الجولة الاولى من منافسات المجموعة الخامسة في لقاء يعول عليه منتخب "نسور قرطاج" من اجل الامساك باولى خطوات النجاح في هذا التحدي القاري الجديد. ويعد المنتخب التونسي بالنظر الى موقعه ومركزه في التصنيف الدولي الصادر عن الفيفا من ابرز المرشحين للمراهنة على التاج القاري وسيكون التحدي الاول لزملاء الفرجاني ساسي هو تخطي عتبة الدور الاول وتصدر المجموعة الخامسة امام انغولاوماليوموريتانيا. وتدخل العناصر الوطنية حملتها الافريقية بمعنويات مرتفعة في ظل نتائج متميزة خلال فترة التحضيرات بتحقيق ثلاثة انتصارات ودية على العراق وكرواتيا وصيفة بطل العالم وبوروندي وهو ما رفع سقف الانتظارات لدى الجماهير التونسية. ولعل ما يغذي هذا التفاؤل هي الاجواء المنعشة صلب المنتخب باستثناء ما اثارته قائمة ال23 لاعبا من ردود فعل واستفهامات لاسيما بعد الاستغناء عن خدمات الظهير علي معلول الذي يعد ركيزة اساسية في فريقه الاهلي المصري والمنتخب بما يتمتع به من امكانيات كبيرة وخبرة واسعة. ولم يتجاوب المدرب الان جيراس بطريقة ايجابية وواضحة مع منسوب التفاؤل السائد وخير لهجة الحذر والواقعية ورفض الحديث عن اهداف محددة في النهائيات مكتفيا بان المنتخب التونسي سيسعى للذهاب الى ابعد ما يكون حتى لا يلزم نفسه بوعود قد تكذبها حقيقة الميدان. وتاتي هذه التاكيدات الصادرة عن الفني الفرنسي انطلاقا من قناعته بان المنتخب التونسي مدعو للتعامل بواقعية مع كل المنافسين دون استثناء بداية من مواجهة انغولا ثم مالي واخيرا موريتانيا باعتبار ان جميع المنتخبات تتأبط المفاجاة وصنع الحدث وقد اكدت مباراة بوروندي الودية ان حقيقة الميدان تختلف جذريا عن النظريات والتكهنات. وحول المباراة الاولى امام انغولا، لم يخف الان جيراس اهميتها الشديدة وقد سبق له التاكيد ان "الفوز في المقابلة الافتتاحية في مسابقة بقيمة كاس امم افريقيا من شانه ان يعزز ثقة اللاعبين في امكانياتهم ويمنحهم دفعا بسيكولوجيا كبيرا لبقية المشوار". وسيخوض المنتخب التونسي المباراة بافضل العناصر جاهزية على الصعيدين البدني والذهني رغم مؤاخذات البعض بخصوص كثرة التغييرات التي اجراها المدرب على التشكيلة الاساسية خلال المباريات الودية بطريقة قد تؤثر على اليات لعب الفريق. وبرر جيراس تلك التغييرات بنظريته التي تعتبر ان لكل مباراة حقيقتها وانه لا يوجد تشكيل ثابت صالح لكل المقابلات مشيرا في نفس السياق الى ان التغييرات من شانها ان تتيح للاطار الفني رقعة اختيار واسعة خاصة امام تجانس المجموعة وتقارب مستواها الفني. ولا يمنع اختيار المنتخب التونسي التدرب في حصص مغلقة التكهن بطبيعة التشكيلة الاساسية التي ستواجه انغولا مع هامش تغييرات جد متاح اذ من المرتقب ان يكون فاروق بن مصطفى في حراسة المرمى في حين سيلعب وجدي كشريدة على الرواق الايمن وايمن بن محمد او اسامة الحدادي على الجبهة اليسرى على ان يتالف محور الدفاع من ياسين مرياح وديلان برون. وفي خط الوسط ينتظر ان يكون الثنائي الياس السخيري وغيلان الشعلالي او الفرجاني ساسي في مهمة الارتكاز بينما ستعهد مهمة التنشيط الهجومي لكل من يوسف المساكني وانيس البدري ونعيم السليتي يتقدمهم وهبي الخزري في مركز قلب هجوم. ومهما يكن من هذه التخمينات التي سيكشف عنها النقاب ساعات قليلة قبل انطلاق المباراة فان المطلوب في مثل هذه المواعيد هي الروح والعزيمة التي كثيرا ما تصنع الفارق. ومن جهته، سيسعى المنتخب الانغولي الى ترجمة التطور الحاصل على مستوى انديته والدفاع عن حظوظه ولاشك ان ما عاشه الترجي الرياضي ضد بريميرو دي اغوستو الانغولي في النسخة القبل الاخيرة من مسابقة رابطة ابطال افريقيا من صعوبات تؤكد قدرة هذا المنتخب على احراج نسور قرطاج التي تمتلك مع ذلك نصيبا كافيا من الخبرة لتحقيق الفوز.(وات)(من مبعوث وات حسني الغربي)