بعد جدل حف بملف دفن رفات المهاجرين غير النظاميين بجهة قابس وتباين الآراء،تم عشية أول أمس السبت دفن 9جثث بمقبرة بوشمة و3آخرين عشية أمس الأحد بعد أن كانت شواطئ جرجيس إلى جانب سواحل جزيرة جربة قد شهدت غرق مركب للمهاجرين غير الشرعيين على متنه 86 مهاجرا غادروا مطلع جويلية السواحل الليبية في اتجاه إيطاليا. يذكر أن قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجهوي بقابس كان قد استقبل 86 جثة لافارقة شهدوا مصرعهم غرقا في عرض البحر تم التثبت من جينات 83 منها وحيث تمّ إعادة 74 جثة من جثث الضحايا الأفارقة الى جرجيس اين تم دفنها بمقبرة "الغرباء"وسيستكمل قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجهوي بقابس التثبت من جينات الجثث الثلاث المتبقية ليتقرّر بعد ذلك مكان دفنها. "إكرام الميت دفنه" بدوره أكد رمزي الازرق الإمام الخطيب بالجامع الكبير بوشمة على أن "هؤلاء الأفارقة الذين تم دفنهم هم إخوتنا في الإنسانية إن كانوا أحياءا فواجب علينا اكرامهم واليوم وهم أموات فالإكرام يتم بدفنهم وذلك بعيدا كل البعد عن المزايدات التي حصلت". اتفاقية مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأفق من جهته بين والي قابس المنجي ثامر أنه من بين 86 جثة تم اعادة 74 منها إلى جرجيس وتبقت 12جثة منها وثمن الحركة النبيلة التي قام بها المجلس البلدي ببوشمة الذي قبل بدفن الجثث وأنه ستنتج عن ذلك ابرام اتفاقية بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمجلس البلدي ببوشمة. هذا وأرجع والي الجهة الأسباب التي أدت إلى بطئ في عملية الدفن إلى الإمكانيات في تشريح الجثث وأخذ العينات للتحليل الجني في ظل عدم توفر الامكانيات اللازمة لدى ولاية مدنين بالإضافة إلى أن دفنهم بمقبرة بوشمة تم في قبور منفردة عكس ماتم اشاعته بخصوص دفن جماعي الى جانب وضع علامات خاصة لكل منها وفق التحليل الجيني لها وقد تكفل المجلس الجهوي للولاية بجميع التكاليف المادية واللوجستية في الخصوص.