نظمت صباح اليوم الثلاثاء النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، ورشة تحضيرية للمنتدى الأول للسياسات العمومية في مجال الإعلام بحضور ممثلو الهياكل المهنية وهيئات التعديل والتعديل الذاتي، وممثلو وسائل الإعلام العمومية والمصادرة، وممثلين عن السلطتين التشريعية والتنفيذية إضافة إلى صحفيين وخبراء. حيث صرّح المدير العام لإذاعة الزيتونة محمد خليل النوري، خلال مداخلته في الورشة، بوجود صعوبات مالية كبيرة تعاني منها الإذاعة بسبب ارتفاع كتلة الأجور صلب الإذاعة إلى مليار و200 ألف دينار، مقابل مداخيل إشهار ضئيلة تقدر ب 70 ألف دينار. ودعا النوري إلى ضرورة الإسراع في تسوية وضعية الإذاعة وإلحاقها بالإعلام العمومي. لاسيما وان المؤسسة لم تتلق دعما عموميا ماليا منذ 2016 على حد قوله. من جهته أكّد المدير العام لمؤسسة "كاكتيس برود" المصادرة أن المؤسسة كانت ترزح تحت تصرف قضائي أثر سلبا بعض الشيء على تسييرها، مضيفا " بالرغم كل العراقيل المادية والتسييرية التي تعاني منها المؤسسة إلا أنها أثبتت مكانتها في المشهد الإعلامي بفضل مجهودات أبنائها من اطارات وصحافيين، وهم كانوا أحد أسباب نجاحها وتواجدها في المحيط التنافسي. مدير التحرير لمؤسسة دار الصباح المصادرة شكري بن نصيربدوره حذر من الخطر المحدق بالإعلام التونسي، مضيفا " لم تعد هناك صحافة جهوية مكتوبة بدليل اندثار مجلة وجريدة جهويتين وهذا أمر خطير ودليل على تراجع صحافة القرب. أما بخصوص المؤسسات المصادرة، وصفها بن نصير بأنها تحتضر، مردفا في هذا السياق" لين هناك إرادة حكومية حقيقية لانقاذها ودعمها، ولا وجود حتى في ميزانية 2020 مظاهر لذلك". كما شدد بن نصير على أن المستوى التشريعي قد ضيّق الخناق على المؤسسات الإعلامية المصادرة، وأصبحت غير قادرة على التواجد في ركب المنافسة وفي "البورصة الإعلامية"، على حد تعبيره. كما قدم بن نصير، مثال دار" سنيب لابراس" كنموذج حي على الصعوبات التي يمكن ان تجابه المؤسسات . مشيرا إلى تغير تركيبة المساهمين في رأس مال هذه المؤسسات وليس لها رؤيا او استراتيجية للتطوير. أما بخصوص وضعية "دار الصباح" المصادرة ، اعتبر مدير تحريرها ان قرار مجلس الادارة بغلق موقعي جريدتي "الصباح " "لوتون" الناطقة بالفرنسية ، قرار غير مدروس، و غير واع بحاجيات الإعلام الحالية. وان تعليله بتأثير المواقع الالكترونية على المبيعات، فهو أمر عار من الصحة. كما أكد بن نصير أن ادارة التحرير بمعية الادارة العامة للمؤسسة لم تقدر على الغاء هذا القرار . كما أثار بن نصير في مداخلته نقطة غياب تمثيلية اللصحافيين في مجلس الادارة، وهو من أسباب تراجع مكانة المؤسسة في السوق التنافسية ، لان مجلس الادارة لن يأخذ بعين الاعتبار مقتضيات العمل الصحفي، مضيفا في هذا السياق" يجب ان يكون الصحفي ممثلا حتى وان لم يكن له الحق في التصويت لكنه يساعد المدير العام في اتخاذ القرارات اللازمة.