مثل " التراث الاسلامي: معنى وجوهر" محور أشغال الملتقى الدولي الذي انطلقت فعالياته اليوم السبت بالحمامات ولأول مرة خارج أوروبا وفي شمال افريقيا، ليتواصل إلى غاية 31 ديسمبر الجاري ببادرة من المنظمة الدولية غير الحكومية "ايسا" (الجمعية الدولية الصوفية العلاوية ذات طابع استشاري خاص لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للامم المتحدة) وبالتعاون مع مؤسسة جنة العارف بالجزائر وبضحور 500 مشارك من بينهم قرابة 150 شاب من أصول مغاربية قادمين من عدد من البلدان الاوروبية. وأشار رئيس الجمعية الدولية الصوفية العلاوية خالد بن تونس في تصريح لصحفي (وات)، إلى إن ملتقى الحمامات هو أول ملتقى دولي تنظمه الجمعية خارج أوروبا ويجمع مشاركين من بلدان مغاربية وعربية و أوروبية مبرزا أن اختيار تونس جاء ترجمة لما تتميز به من انفتاح وتعايش سلمي ينسجم مع الاهداف التي تعمل عليها الجمعية. وأبرز أن الملتقى الدولي يسعى للإجابة على جملة من التساؤلات حول كيفية إحياء التراث الاسلامي لدى الشباب ليتعاطوا معه برؤية جديدة تواكب عصرهم وتنهل من ثراء هذا التراث ومن القيم السمحة للدين الاسلامي ومن بينها بالخصوص التعايش في سلام. وأوضح أن الشباب المشارك سيجد فرصة في إطار الورشات العمل المبرمجة في جدول أعمال الملتقى "للقيام برحلة في الزمن تساعده على فهم عمق هذا التراث الديني وأبعاده الانسانية المضمنة بالنصوص وبالسلوكات اليومية للمسلمين وبما يمكن من نشر الوعي ورسالة السلام والقطع مع الجهل والفهم الخاطئ للدين". وأشار إسماعيل سلمى ممثل مؤسسة جنة العارف بالجزائر من جهته إلى أن الجمعية الدولية الصوفية العلاوية هي صاحبة المبادرة باليوم الدولي للعيش في سلام الذي صادقت عليه الأممالمتحدة سنة 2017 ليكون يوم 16 ماي من كل سنة موعدا للاحتفال بهذا اليوم. وأبرز أن تنظيم ملتقى الحمامات يأتي في إطار مواصلة عمل الجمعية على نشر ثقافة السلام بالعودة إلى التراث الديني الاسلامي من أجل استخراج إجابات تهم العصر و تقديم بيانات تفند الاتهامات الموجهة لهذا التراث بأنه يغذي التطرف والتعصب. ولاحظ أن تنظيم الملتقى يأتي في إطار مشروع "أحد" الذي يسلط الضوء على ثراء التراث الاسلامي و وحدته ويعمل على إعادة الاعتبار لصورة الاسلام الحر والمسؤول هو فرصة لابراز ثراء ثقافة السلام في التاريخ الاسلامي واطلاع الشباب المشارك على ثراء هذه الثقافة حتى يتسنى له العيش مع الآخر وليس ضد الآخر. وأبرز أن الملتقى سيتضمن مجموعة من ورشات العمل التي ستخصص ل"أسباب النزول" وللتعريف " بمشايخ الصوفية" وب"أعلام النساء المسلمات" وب"الأماكن المقدسة في الاسلام" بالاضافة إلى ورشة ستخصص لانتاج " الوسائط المتعددة" بما سياسعد المشاركين على " انجاز قراءة للتاريخ الاسلامي واستقرائه بمنهجية عمل عصرية تمكن من التصالح مع التاريخ بالنسبة للبعض ومن إعادة اكتشاف الاوجه المضيئة في التاريخ الاسلامي باختلاف تياراته وافكاره بالنسبة للبعض الاخر". وشدد اسماعيل سلمى على أن " الملتقى ليسا انتصارا فكريا لأي مذهب على حساب أي مذهب آخر بل هو قراءة معمقة في التاريخ الاسلامي بتعدديته وتنوعه وثرائه بهدف بناء رؤية تقوم على فهم الماضي والحاضر وبناء هوية متوازنة تؤمن بثقافة السلام وتعمل على نشرها".